كم من الوقت يمكنه الصمود؟ كان من المتوقع أن يكون هناك تهديد لحكومة بارنييه من خلال تصويت بحجب الثقة في الجمعية الوطنية. لكن قبل ذلك، هل سيكون رئيس الوزراء الفرنسي الجديد قادرًا حتى على تشكيل حكومة؟ المناورات السياسية من جميع الأطراف تمارس ضغوطًا متناقضة. من الذي سيرغب في الانضمام إلى حكومة تغرق من كل جانب قبل حتّى أن يتمّ تشكيلها؟ المعسكر السياسي لجابرييل أتال، رئيس الوزراء السابق الشاب، يسحب البساط من تحت قدميه.
زيادة الضرائب؟ هذا خط أحمر يرفضه حزب الجمهوريين بقيادة لوران فوكييه. لم يرغب أيّ من السياسيين الاشتراكيين الذين تمّ التواصل معهم في أن يصبحوا وزراء. ولا بالطبع أيّ ممثل من حزب مارين لوبان، التجمّع الوطني. فرنسا تغرق في أزمة سياسية عميقة، وكلّ يوم يكشف عن عمق الهاوية أكثر.
ماذا لو تخلّى "الغولي" ميشيل بارنييه عن منصبه؟ جان بيير رافارين، نفسه رئيس وزراء سابق في عهد جاك شيراك، لا يصدّق هذا الاحتمال. يُقال إنّ بارنييه يتحلّى بروح المسؤولية ولن يكون أفضل إلّا في أوقات الأزمات! سيكون هذا بالتأكيد كارثة على إيمانويل ماكرون، الذي يُقال إن علاقته بميشيل بارنييه قد تدهورت. ماذا سيتبقّى لرئيس الجمهورية الفرنسية إذا اضطر مرّة أخرى للبحث عن رئيس جديد للحكومة؟ ماكرون الذي تلقّى للتو صفعة دبلوماسية جديدة من أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية. لقد رفضت إعادة تعيين تييري بريتون كمفوض أوروبي جديد، رغم أنّه كان الاختيار الشخصي لرئيس الجمهورية الفرنسية.
السفينة السياسية الفرنسية تتأرجح بشكل خطير، في الوقت الذي أعلن فيه رئيس الوزراء الجديد أنّ الوضع المالي للبلاد "خطير جدًا". المؤسسات الفرنسية قوية، ولكن هل ستظلّ قوية بما يكفي لمواجهة ما يبدو بشكل متزايد كأزمة سياسية خارجة عن السيطرة؟