عشية مغادرته إلى مدينة فالنسيا للمشاركة في ملحق التصفيات الأولمبّيّة في كرة السلّة الّتي تنظّمها إسبانيا، أنهى منتخب لبنان لكرة السلّة جهوزيّته لمغادرة الأراضي اللبنانيّة نهاية هذا الأسبوع في مهمّة هي أشبه بالـ"Mission Impossible"، إذ إنّ مجموعة التصفيات الأولمبّيّة في إسبانيا مؤلّفة من ستّة منتخبات مقسّمة على مجموعتين تضمّ الأولى كلّ من لبنان وإسبانيا المصنّفة ثانية عالميًّا والغنيّة عن التعريف، إن كان من ناحية إنجازاتها الكبيرة أو بتعداد أسماء نجومها وهي أيضًا مضيفة المجموعة، وأنغولا الّتي تعتبر أكثر المنتخبات خبرة وقوّة في القارّة الإفريقيّة.

في المقابل، تضمّ المجموعة الثانية الإسبانيّة في التصفيات كلّ من منتخبات فنلندا وبولّندا وجزر الباهاماس، حيث يعتبر منتخب جزر الباهاماس من الأفضل في العالم حاليًّا كون هذا المنتخب الّذي كان يعتبر في السابق من الدول المغمورة في الرياضة أضحى بين ليلة وضحاها بين الأقوى، إذ إنّه يضمّ العديد من أبرز نجوم السلّة الأميركيّة في صفوفه وفي مقدّمتهم عملاق البطولة الأميركيّة دي أندريه أيتون نجم فريق بورتلاند ترايل بلايزرز مع معدّل 16 نقطة في المباراة و14 ريباوند والأخوين مايكل وكلاي تومسون لاعب الـ"أول ستار" وزميل ستيفن كيري في التسديدات القاتلة في فريق غولدن ستايت ووريورز، من دون أن ننسى إيريك غوردون لاعب الفينيكس سانز بمعدّل 13 نقطة في المباراة.

ومع تلك الأسماء الكبيرة لفرق المجموعة في إسبانيا، سيكون هناك بطاقة واحدة فقط مؤهّلة لألعاب أولمبياد باريس يحصل عليها فقط صاحب المركز الأوّل في المجموعة.

ويدرك لبنان أنّ فرصته في التأهّل إلى الألعاب الأولمبّيّة ببطاقة واحدة فقط هي شبه معدومة منطقيًّا. لكنّ لبنان مدرك تمامًا كما المنتخبات الّتي ستواجهه أنّ الفريق اللبنانيّ أصبح معروفًا عنه أنّه لا يخشى أحدًا مهما علا شأنه.

وبتلك المعطيات، سيغادر المنتخب اللبنانيّ إلى فالنسيا بغياب قائده ونجم كرة السلّة الآسيويّة وائل عرقجي لظروف عائليّة بحتة، ولكنّه سيكون جاهزًا بتشكيلته الأقوى مع علي حيدر وأمير سعود (كابتن الفريق) وسيرجيو درويش وعلي مزهر وهايغ غيوكجيان وعلي منصورومنصور خويري ويوسف خياط "بوبو" العائد بعد غياب موسمين لارتباطه مع فريق جامعة ميشيغن ببطولة الجامعات والأسماء الأخرى مثل جاد خليل وجيرار حديديان وكريم عزّ الدين وكريم زينون، إضافة إلى اللاعب المجنّس أومري سبيلمان بجهوزيّة بدنيّة أفضل بكثير ممّا ظهر بها في بطولة العالم الأخيرة في كرة السلّة الصيف الماضي.

وجديد المنتخب قائد السفينة الصربيّ المدرّب الخبير بيريسيش الّذي يعرف خبايا كرة السلّة اللبنانيّة تمامًا والّذي سيخلف المدرّب جاد الحاج الّذي كان قد أعلن استقالته من الجهاز الفنّيّ اللبنانيّ خلال الموسم الحاليّ من البطولة.

فمنتخب لبنان سيواجه أوّلًا في مباراة الافتتاح يوم الثلثاء المقبل في الثاني من تموّز/يوليو منتخب إسبانيا الّذي سينطلق بدفع كبير وبتشكيلة شبه مكتملة من نجوم كرة السلّة الإسبانيّة بحثًا عن بطاقة التأهّل إلى أولمبياد باريس بقيادة الثنائيّ المرعب سيرجيو لول ورودي فرنانديز، إضافة إلى الأخوين هرنان غوميز والهدّاف لورنزو براون. ولهذا، سيلعب لبنان أمام إسبانيا بهدف تقديم أداء مشرّف لكرة السلّة اللبنانيّة، تحضيرًا لمواجهة أنغولا للفوز عليها والانتقال إلى المباراة النصف النهائيّة، حيث يكون لبنان قد أكمل المهمّة ليبدأ رحلة المغامرة المستحيلة في مرحلة النصف النهائيّ للبطولة... وعندها لكلّ حادث حديث.