خلال الأيام الماضية نشر الفنان اللبناني الكبير مارسيل خليفة عدداً من الكتابات والصور في الذكرى التاسعة والعشرين على رحيلِ الفنان المصري الكبير الشيخ إمام الذي رحلَ في 6 حزيران 1995.

وكتبَ خليفة: "سلام عليك أيها الذي لم يعبر القلب إلاّ ليقيم خيامه في الشغاف. سلام عليك أيها الذي هاجر إلى تلك الضفاف. على ذكراك، عطر المساء الربيعيّ الحار ورسائل حب وباقات من زهر الليلك. على ذكراك، وما غبت وما تركت من معنى يكبر في النفس ويُدرك. في الغياب قسوة ينوء بها وجدي".

الشيخ إمام ومارسيل خليفة

الشيخ إمام ومارسيل خليفة في لقاء صحفي قديم نشره خليفة عبرَ "فيسبوك"

مشوار الشيخ إمام

الشيخ إمام

ولِدَ الشيخ إمام عام 1918 وتوفيَ عام 1995 في السّادس من حزيران. كانَ كفيفاً، عاني في طفولته من سوء معاملة والده، على عكس والدته التي كانت منبعاً لحنانٍ ارتوى منهُ. ترعرعَ في جمعيةٍ لذوي الهمم، لكن فُصلَ منها بسبب استماعه للإذاعة، فضربهُ والدهُ وأعادهُ إلى قريته "أبو النمرس"، نظراً للعار الذي تسبّب به، باعتباه "مفصولاً من الجمعية"، مع العلم أنهُ كان يستمع لإذاعة القرآن، لكن ذلك كان يُعد "بدعةً". تربّى على الإنشاد الدّيني وتلاوة القرآن. التقى بعدها بالشيخ درويش الحريري الذي أُعجبَ بصوته وعلّمه الإنشاد، ثمّ تتالتْ لقاءاته مع الشعراء والملحنين، مثل زكريا أحمد ومحمود صبح وأحمد فؤاد نجم الذي صارَ رفيقَ دربه. "شيّد قصورك" و"أنا رحت القلعة وشفت ياسين" و"جيفارا مات" و"شرّفت يا نكسون بابا"، تلك تُعد أشهر أغنياته، والشيخ إمام واحد من أبرز وأجمل الأصوات والشخصيات العربيّة في عالمِ الفن، مزاوجاً بين الفطرة والموهبة، وحافظَ على تقديم رسائل عميقة من خلالِ المواضيع السّياسيّة التي كان يطرحُها في أعمالِه.