سيكون ملعب المنارة عند العاشرة إلّا ربعًا من مساء الليلة على موعد مع دربي كرة السلّة اللبنانيّة في انطلاق نهائيّ بطولة لبنان لكرة السلّة بين الرياضي حامل اللقب والحكمة الّذي أظهر أنّه لا يعرف الاستسلام في سلسلة من 7 مباريات على المتوّج بها إحراز أربعة انتصارات.

فالرياضي على الورق هو الأقوى من دون منازع في لبنان كما في المنطقة، بينما الحكمة هو صاحب أكبر قاعدة جماهيريّة والّذي يسقط ما يُعرف بالمنطق في عالم كرة السلّة.

من هنا، فإنّ العنوان الكبير للمواجهة النهائيّة بين الأصفر والأخضر هو أنّه مع انطلاق عجلة المباراة الأولى من النهائيّ المجنون بينهما لن تكون هناك قاعدة يبنى عليها سوى أنّ قطبي كرة السلّة اللبنانيّة يريدان كسر بعضهما البعض منذ انطلاق الـ"غايم وان" الليلة في المنارة.

فالرياضي يريد منذ اللقاء الأوّل في عقر داره في المنارة وبين جماهيره أن يظهر لكلّ من يراهن على عامل المفاجأة أنّ باب المفاجآت ينتهي أمام الرياضي وأنّ تفوّق أبناء المنارة سيكون وقعه كبيرًا جدًّاً. فبعبارة أخرى، إنّ الرياضي يريد من مباراة الليلة تخطّي الحكمة بالضربة القاضية وليس بالنقاط، أي إظهار تفوّقه عن المراكز كافّة، متّكلًا على أنّ في تشكيلته القوّة الضاربة لمنتخب لبنان بقيادة نجم القارّة الآسيويّة وائل عرقجي وإلى جانبه كلّ من كابتن منتخب الأرز وقنّاصه أمير سعود، إضافة إلى اللاعب المتكامل هايغ غيوكجيان والمدافع المشاكس كريم زينون والّذي سيتولّى عمليّة الدفاع على هدّاف الحكمة جوناثن غيبسون وموزّع ألعاب الفريق الأصفر علي منصور.

كذلك، فإنّ أبناء المنارة سيعتمدون على ثنائيّ الارتكاز النجم البوسنيّ كيكانوفيش والأستراليّ تون مايكر ومن أمامهما الهدّاف الأميركيّ جوناثن سيمونز والـ"جوكر" الفرعون اللبنانيّ اسماعيل أحمد.

كلّ تلك الأسماء الرنّانة في الرياضي تلزم الحكمة بأن يكون جاهزًا تكتيكيًّا، ودفاعيًّا ومتجانسًا في صفوف تشكيلته على أرض الملعب لمحاولة استيعاب قوّة الرياضي وسرعة تحرّكاته وتنويع ألعابه.

أمّا هجوميًّا، فسيكون على الحكمة إيجاد سلاح متوازٍ مع قوّة تسديدات نجميه جوناثن غيبسون وكلاي أنطوني إيرلي، خصوصًا عن المسافات القريبة لمجاراة أبناء المنارة. ولهذا، سيكون على الحكمة الاعتماد أكثر على لاعبه الصربيّ نيكولا راكوسيفيش وكريم عزّ الدين لمحاولة تقليص الضرر تحت السلّة.

كذلك، فإنّ الحكمة سيحاول الاعتماد على موهبة قائده أحمد ابراهيم وسرعة تحرّك الثلاثيّ عمر جمال الدين وإلى جانبه الـ"ديو" مارك خويري وعزيز عبد المسيح .

المنطق يضع الأفضليّة عند الرياضي وكيف الحال إذا كان سيستفيد أيضًا من عاملي الأرض والجمهور، ولكن مع الحكمة إذا كان موفّقًا تكون أحيانًا عدّة القاعدة بعيدة كلّ البعد عن المنطق.

ومن هنا... على الجميع انتظار كيف سترسم مجريات الجولة الأولى من "أمّ المعارك" لنهائيّ بطولة كرة السلّة اللبنانيّة سيناريو السلسلة بأكملها.