ليست مصادفة أن يحمل موسمان رمضانيان من الدراما السّوريّة قضايا تتعلّق بالأطفال، سواء الخطف "مسلسل مربى العز (2023)" أو الأطفال الذين يترعرعون في مجتمعاتِ هامشِ المدينة "مسلسل ولاد بديعة (2024)" أو من خلال تناول قضية "طيف التوحد" في مسلسل "أغمض عينيك" (2024)، ربّما ذلك تراند لدى الكتّاب، قد يحمل في طيّاته إشكاليات عديدة، تعيدنا لأسماءٍ بارزة من "النجوم الأطفال" الذين لمعوا في الدراما السّوريّة.
حلَّ الطفل زيد البيروتي بطلاً في مسلسل "أغمض عينيك" (كتابة لؤي النوري وأحمد الملا وإخراج مؤمن الملا)، حيثُ أدّى دور الطفل جود المصاب بـ "طيف التوحد"، أمّا في "ولاد بديعة" (كتابة يامن حجلي وعلي وجيه)، فقد أدّى شخصيّة "ياسين" في طفولته. الملفت أنّ زيد أصبحَ يتكرّر حضوره في المقابلات التلفزيونيّة وعبرَ مواقع التّواصل الاجتماعي، وتدير والدته حساباته معلنةً عن فتحِ باب التعاون مع "زيد" في مجال الإعلانات.
وفي "ولاد بديعة" أيضاً أدّى الطفل جاد شمسو دور "شاهين" في طفولتِهِ، وأوكل للطفل جاد الحمصي دور "مختار"، وأدّتِ الطفلة كريستينا حداد دور "سكر"، بالإضافة لطفلة أًخرى ظهرتْ في بداية المسلسل مؤديّة المرحلة العمريّة الأسبق.
خلالَ العام الماضي، قدّمَ الطفل سيزار عبد القادر دور "منّاع" في مسلسل "مربى العز" (كتابة علي معين صالح) والطفل جاد شمسو أدّى دور "فارس" في المسلسل نفسه، أي أوكلت لهما طفولة الشخصيتين اللتين يؤديهما محمود نصر وحسن خليل.
أمّا الممثلة روعة السعدي فكانت بطلة من بطلات مسلسل "الفصول الأربعة" في جزئيه عامَي 1999 و2002، كتابة دلع الرحبي وريم حنا، حينَ كانت طفلة، متناولاً قضايا خاصة بالابنة التي تنشأ مع أب بلا أُم، وعارضاً التّحديّات التي تمر فيها بمرحلة المراهقة.
بينما في مسلسل جميل وهناء بجزئيه (1997 و2001)، كتابة زياد نعيم الريس، بعدسة هشام شربتجي ثمّ محمد الشيخ نجيب، أطلَّ عددٌ من الأطفال في عملٍ تغلبُ عليه المشاهد الكوميديّة مع الفنان الكبير أيمن زيدان مؤدين دورَ أبنائه، وهم: فادي وبشار الحايك (الجزء الأول) وفادي الشامي ومحمد اللبابيدي (الجزء الثاني).
وقد أطلقَ المخرجُ يوسف رزق موهبة ابنِه "سليمان رزق" في مسلسلاتٍ عديدة، بدأتْ عام 2004 "قتل الربيع" (كتابة هاني السعدي)، واستمرَ حتى عام 2013، فكان آخر ظهور لسليمان طفلاً في مسلسل "قمر الشام" (كتابة محمد خير الحلبي وإخراج مروان بركات)، ثمّ اختفى وعادَ كي يطل شاباً في مسلسل "مسافة أمان" (2020) من كتابة إيمان سعيد وإخراج الليث حجو. وسليمان هو ابن يوسف رزق والممثّلة أمانة والي.
والحال نفسه، بالنّسبة للممثّل عبد الهادي الصباغ، الذي تعرّف الجمهور إلى ابنه الممثل طارق صباغ، من خلال مسلسل "قلة ذوق وكترة غلبة" عام 2002، كتابة حكم البابا وإخراج هشام شربتجي، لكنّ نجمه خفتَ بعدَ ذلك رغم مشاركاته العديدة حين أصبحَ ممثلاً محترفاً في شبابه.
أمّا الممثلة نور الخراط، كانتْ بطلة مسلسل "الطير" (كتابة نبيل الغربي وإخراج غسان جبري) عام 1998، لكن لم يستمر مشوارها الفنّي حينَ كبرت رغم أدوارها العديدة، أبرزها في "ليالي الصالحية"، إخراج بسام الملا عام 2004.
هناكَ إشكاليات عديدة تتعلّقُ بمشاركةِ الأطفال في المسلسلات، تماماً حينَ يشاركون في برامج الهواة غناءً "ذا فويس كيدز"، فهل يعيش الطفل طفولته وهل يكون مؤهّلاً لاكتساب الشّهرة في عمرٍ مبكّر؟ وربّما يواجه التّحديات حينَ يخفت نجمه بشكل خاص إن نضجَ ولم تتجلَ موهبته في مرحلة عمريّة لاحقة، مقارنةً بما كانَ مطلوباً منهُ في طفولته، بارزاً ربّما في إطار من الجرأة التي قد تتجاوز متطلّبات الموهبة التي تحتاجُ لصقلٍ واستمراريّةٍ.