يبدو أنّ النجاح الذي تحقّقَ في رمضان 2023، عبرَ مسلسلات البيئة الشّاميّة الخارجة عن عباءة "باب الحارة" مثل "مربى العز" (تأليف علي معين صالح وإخراج رشا شربتجي) و"زقاق الجن" (تأليف محمد العاص وإخراج تامر إسحاق)، لم يشفعْ لمسلسلٍ قد قُدّمَ برؤيةٍ مشابهة في رمضان 2024 وهو "بيت أهلي" الذي كتبه فؤاد شربجي وأخرجه تامر إسحاق، وتقدّم بطولته أيمن زيدان وسلوم حداد بالإضافة إلى صفاء سلطان وآخرين. المسلسل لم يستطع جذب الجمهور العربي إليه، الذي كان ميّالاً للقصصِ الاجتماعيّةِ المعاصرة، بينما الجمهور السّوري على وجه التّحديد، فقد لفتتهُ قصص "ولاد بديعة" (كتابة علي وجيه ويامن حجلي وإخراج رشا شربتجي) و"تاج" (كتابة عمر أبو سعدة وإخراج سامر البرقاوي) و"أغمض عينيك" (كتابة لؤي النوري وأحمد الملا وإخراج مؤمن الملا)، بالإضافةِ إلى "العربجي 2"، الذي قدّمَ رؤيةً مغايرةً لمسلسلات البيئة الشاميّة، لأنّهُ يمتاز بفرادةٍ في الطّرح، لبطلٍ أوحد خارق "عبدو العربجي"، متماهياً مع تقنيات الصوت والموسيقى والحبكة المُحكَمة، في إطارٍ من التّشويق وعدم الحشو في الأحداث، فيبدو متماسكاً، لا يوجد فيه تقصّد لأي "ماستر سين" بهدف جذبِ الجمهور. 

تيم حسن - تاج

بعدَ "بيت أهلي" الذي فرغَ من النجاح، سيعيد المُنتجُ السوري حساباته مرتين بهذه النوعيّة من الأعمال، أو قد ينجح كتّاب مثل محمد العاص "زقاق الجن" وعلي معين صالح "مربى العز" ومؤيد النابلسي وعثمان جحا "العربجي"، بإعادة الثقة لمسلسلات تدور في فلك "البيئة الشاميّة". أمّا عمر أبو سعدا، فإن بقيتْ نصوصه تمشي في منحنى يتراجع، من "الزند" إلى "تاج" وإلى ما قد يلي، ربّما أيضاً يُصبح مطالباً بأعمال شعبويّة، لأنّ عمق الطرح وتاريخيته وثقافته المحكمة، لا تشفع لهُ دوماً كي ينافس على الصّدارة. أمّا على صعيد الكتّاب فالحصان الرّابح اليوم سورياً هما الثنائي علي وجيه ويامن حجلي "ولاد بديعة" و"مال القبان".