يتعوّدُ المرءُ على ممارسةِ طقوسٍ معيّنة ويعتمدُ روتيناً محدّداً قبل المباشرة بعمله وخلال تأديته، كيف إن كان مغنياً يحيطهُ القلق قبلَ الصّعودِ على المسرح، ويحتاجُ للتركيزِ على الكلمات والألحان، كي يُخلّدَ لحظاتِ نجاحٍ جديدةٍ تُضاف لأرشيفِ مشوارِهِ الفنّي ويسلمُ من أيّ انتقاداتٍ سلبيّة!

انتشرَ فيديو للفنانة السّوريّة أصالة نصري قبلَ صعودِها إلى المسرح خلالَ مشاركتِها في فعاليات "صنّاع الأمل" قبلَ يومين، وظهرتْ أصالة وهي تقومُ بتقبيلِ حنجرتِها باستخدامِ يدِها.

@soula.voice

♬ الصوت الأصلي - Assala Tarab Voice

ما فعلتهُ النّجمة السّوريّة يُعيدنا لطقوسِ أشهرِ الفنانين العرب قبلَ إحيائهم الحفلات. 

أم كلثوم

نبدأُ مع سيّدة الغناء العربي أم كلثوم، التي كانت تحرصُ على الحضورِ قبلَ وقتٍ من الحفلة، وتتدخّلُ في كلِ صغيرةٍ وكبيرةٍ، لا سيّما ترتيب جلوس الموسيقيين والاهتمام بتفاصيلهم. حتّى أنّها مع رحيلِ محمد القصبجي عام 1966 احتفظتْ بكرسيه فارغاً، تقديراً لمكانته، وكذلك لأنّها كانت تُسَرُ بجلوسه خلفها خلالَ رحلتهما معاً. 

وفاء أم كلثوم مع محمد القصبجي

عبد الوهاب وعبد الحليم

أمّا موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، فكانَ يحرصُ على النّوم لثماني ساعات بالحد الأدني في الليلة التي تسبقُ أي حفلة، كما كانَ يحرصُ على أكل "لب الخبز الافرنجي"، فيربط بينهُ وبين "طراوة" الحنجزة. وكانَ عبد الوهاب يحافظُ على إبقاء مزاجهِ عالياً قبلَ حفلاته. 

أمّا العندليب عبد الحليم حافظَ، فبالإضافة إلى التزامهِ الحضور إلى مكانِ الحفل قبلَ وقت، كان يلجأُ لـ "البخور" عن طريق شقيقته "الحاجة علية شبانة"، يتيمَّمُ بدعائها وبخورِها!

محمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ

اليوم، للمشاهير طقوس لا تنحصرُ بهم، بل تتعلّق بفريقِ عملٍ كبيرٍ، يحاولُ أن يُبعدَ الفنان عن أيّ شيء قد يزعجهُ قبلَ الحفلة أو أثنائها وصولاً إلى خروجه من مكانِ الحفل، والجميع تقريباً "يقفُ عندَ خاطر الفنّان"!