في صالات السّينما المصريّة يُعرَض فيلم للفنان مصطفى قمر بعنوان "أولاد حريم كريم" كتابة زينب عزيز وإخراج علي إدريس، وهو الجزء الثّاني لفيلم "حريم كريم" الذي قدّمه قمر في العام 2005.

"حريم كريم" (2005)

"أولاد حريم كريم" (2023)

كالعادة فإنّ أيّ فيلم مُعرّض للانتقادات، منها ما يكون لاذعاً أحياناً. ومن أبرز الانتقادات التي قيلت في فيلم "أولاد حريم كريم" ما ذكره النّاقد المصري طارق الشنّاوي الذي قال إنّ الفيلم من أسوأ ما يكون وبأنّه ليس له علاقة بالجزء الأوّل، وانتقد مصطفى قمر حيثُ اعتبره أنه "انتهى كمطرب" ويحاول الاستثمار بنفسه كممثل لكنّه يفشل.

لا نقول إنّ النقد الذي قيلَ ليس جارحاً لكن ما ردّ عبره قمر يؤكّد الشّخصنة التي دخلت بينه وبين الشنّاوي. 

جاءَ الرّد كما يلي: "هو انا مش طلبت منك تبعد عني أصلاً وما تتكلّمش عنّي علشان ما تتهزأش طيّب إنت إللي جيبته لنفسك عموماً ياللي اسمك طارق إنت كاتب كلام أهبل يدلّ للمرة المليون إنك ما شفتش الفيلم وعموماً إللي حيردّ عليك جمهور السينما الحقيقي إللي دخل الفيلم إللي مالوش دعوة بالنّفاق أو مصلحة أيّ حدّ تاني (فكرّني كدة شغلتك إيه؟… هي من أربع حروف بيتهيّألي".


الكلام عن الشّناوي بأنّ نقده "أهبل" وبأنّه "شغّال عند ناس تانية" يؤكّد استمرار جدليّة العلاقة بين النّاقد والفنّان. من النقّاد مَن يقسون بقلمهم ومن الفنّانين مَن لا يسكت على النّقد سواء تضمّن التّجريح أم لا، فأكثر المغنّين والممثّلين العرب اليوم تعوّدوا فقط على لغة المديح في ظلّ تداخل العمل المهني مع العلاقات الشّخصيّة بالنّسبة لبعض النقّاد.


يُذكر أنّ مصطفى قمر من أشهر فنّاني حقبة التسعينيات، وهو غائب غنائياً على صعيد الأعمال الخاصّة التي يُفترض أن تنتشر عربياً، وخطوته السّينمائيّة اليوم ما هي إلّا محاولة لإعادة التّواجد على السّاحة، وربّما تعويله على الفيلم دفعهُ لشنّ هجومٍ عنيفٍ على أبرز منتقديه.