ستضمّ قمّة مجموعة G20 في بهارات ماندابام معرضاً بعنوان "أُمّ الديمقراطية"، حيث ذكرت المصادر أنّ الهند اعتمدت على الذكاء الإصطناعي لخلق شخصية تفاعلية مهمّتها الترحيب بالوفود المشاركة بعدّة لغات.

يبدو أنّ التقنيّات المتطورة والذكاء الاصطناعي قد ألقوا بظلالهم على قمّة مجموعة العشرين التي بدأت أعمالها اليوم 9 سبتمبر 2023، إذ أعلنت الهند، الدولة المضيفة، أنّه سيتمّ الترحيب برؤساء الدول والوفود المشاركة من خلال شخصيّة رمزية تفاعلية – أفاتار- تمّ تصميمها من خلال الذكاء الاصطناعي ضمن نشاط معرض "أُمّ الديمقراطية" المصاحب لأعمال القمّة.

وستضمّ قمّة مجموعة G20 في بهارات ماندابام معرضاً بعنوان "أمّ الديمقراطية"، وسيتمّ خلال المعرض المصاحب استعراض 5000 سنة من تاريخ الهند والتقاليد الديمقراطية للدّولة المضيفة من "الفترة الفيدية إلى العصر الحديث" يتخلّله محتوى نصّي يتم تلاوته بـ 16 لغة عالمية بما في ذلك الإنجليزية والماندرين الفرنسية والإيطالية والكورية واليابانية، بطريقة السّرد الملخّص الذي سيعرض على 26 شاشة تفاعلية مرتبّة في أكشاك تمّ توزيعها في القاعات المتعددة.

وأشارت المصادر أن "الأفاتار" الهندي المصاحب لقمة مجموعة العشرين سيقوم باستقبال رؤساء الدول والوفود والضيوف الآخرين ويقدّم لهم نظرة عامّة موجزة عن المعرض.

وتمّ وضع نموذج من الأفاتار على منصّة مرتفعة دوارة في منطقة المعرض وسيكون بمثابة تمثال يجسّد فتاة من حضارة "هارابا" التي اشتهرت في الهند وباكستان وأفغانستان وامتدّت ما بين 3300 و1300 ما قبل الميلاد. يبلغ طول النموذج 1 متر ونصف المتر ويزن 120 كجم، بينما يبلغ طول الكائن الأصلي 10.5 سم فقط، وفقاً للمصدر.

هذا وستستغلّ الهند المعرض لتسليط الضوء على تقاليد الانتخابات في الهند، من أيّامها الأولى حتى العصر الحديث حيث سيغطّي الرحلة من أول انتخابات عامة أجريت في عامي 1951 و1952، أي ما بعد فترة الاستعمار البريطاني واستقلال الهند وصولاً إلى انتخابات" لوك سابها" في العام 2019.

يشار إلى أنّ أجزاء كبيرة من نيو دلهي ستكون مغلقة بالكامل خلال أعمال القمة في 9 و10 سبتمبر بما في ذلك ميدان بهارات ماندابام الشهير في براغاتي، كما تمّ تصنيف مناطق عدة كـ "دولا كوان"، "سوق خان"، "جانباس" و "بيكاجي كاما" على أنّها "مناطق حساسة" حيث سيتمّ تنظيم الحركة فيها بحسب المتطلّبات الأمنية. هذا وستتأثر خدمات المترو بشكل كبير، والتي تعتبر حيوية جداً في الهند، إذ سيتم إقفال عدد كبير من محطّات المترو الرئيسية التي تحيط بمكان القمّة.

كما سيتمّ إغلاق جميع المسارح والمطاعم في المنطقة الخاضعة للرقابة في منطقة نيودلهي، وسيقيم بعض رؤساء الدول والوفود المشاركة في فنادق محدّدة وبعضها يقع خارج نطاق المنطقة الإقليمية الخاضعة لبلدية نيو دلهي والتي من المتوقع أن تعمل بشكل طبيعي.

من الجدير بالذكر أنّه ورغم الاعتماد الكلّي على التقنيات الحديثة خلال القمة، لم يغفل العالم عن الإرث التاريخي للحضارات الإنسانية، حيث سيتمّ خلال أعمال القمة عرض التّراث التاريخي من 29 دولة، بما في ذلك لوحة الموناليزا ونسخة من ماجنا كارتا Magna Carta التي تعود للقرن 13.

فوفقا لوزارة الثقافة، سيستضيف الدور الثاني من بهارات ماندابام – مبنى القمة، معرضا يضمّ أعمالا فنية رائعة من جميع الدول المشاركة في 29 دولة، بعض منها سيكون رقمياً والبعض الآخر في نسخته الأصلية.

وأطلق على المعرض اسم "الممر الثقافي - المتحف الرقمي لمجموعة العشرين"، الذي يعرض القطع الأثرية الحقيقية والرقمية منها، وسيقام المعرض في نفس الدور الذي ستعقد فيه اجتماعات القادة، حيث سيسير المشاركون عبر هذا "الممر الثقافي" أثناء الانتقال من وإلى غرفة القمة.

فيما يلي قائمة ببعض التراث الذي سيتمّ عرضه في قمة G20:

1. بانيني أشتادياي: مشاركة من الهند لهذا النص اللغوي الذي وضع معياراً لكيفية الكتابة والتحدّث في اللغة السنسكريتية. "أشتادياي"، وهو نصّ عبارة عن 8 فصول، كتبه الباحث بانيني في نهاية القرن الرابع قبل الميلاد.

2. الموناليزا: اللوحة الأيقونة لليوناردو دافنتشي.

3. ماجنا كارتا: ماجنا كارتا هو عبارة عن ميثاق حقوق ملكي مصدره المملكة المتحدة وافق عليه الملك جون ملك إنجلترا في وندسور في 15 يونيو 1215.

4. إنجيل غوتنبرغ المقدس: الإنجيل المقدس الذي يعتبر أقدم كتاب تمّت طباعته في ألمانيا في مطبعة غوتنبرغ، أولى مطابع ألمانيا

5. تمثال Coatlicue: أحد أشهر تماثيل حضارة الأزتيك من المكسيك ويعتقد أنّه دفن في العام 1521 بعد الحملة الإسبانية.

6. مجسّم بيت العائلة الإبراهيمية: هو مجمع متعدد الأديان في أبو ظبي، الإمارات العربية المتحدة- تفاعلي.

7. Kosode: ثوب بأكمام قصيرة يعتبر الأقدم في الحضارة اليابانية وكان السلف المباشر للكيمونو المعروف حالياً.

كما سيتم عرض جرة بغطاء فاهوا من الصين من بين عدّة قطع أثريّة سيتم عرضها في "ممر الثقافة".

هذا وستعقد قمّة قادة مجموعة العشرين في المركز الدولي للمؤتمرات والمعارض الذي تمّ بناءه حديثاً في ميدان براغاتي. ووفقاً لوزارة الثقافة، فإنّ مفهوم "الممرّ الثقافي" يدور حول "عرض أفضل القطع الأثرية وأكثرها قيمة" من البلدان الـ 29 المشاركة في مكان واحد مما يدلّ على جوهر "Vasudhaiva Kutumbakam" وهذا يعني "العالم عائلة واحدة" في اللغة السنسكريتية.