"يا صيّاد الطّيور يا خالي صُباعك عن زناد الموت... أنا عُصفور ضعيف الحال ولا كفّيش لعيالَك قوت". هذه الكلمات الجميلة هي مطلع القصيدة الشّهيرة "صيّاد الطيور" للشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم، وأُدّيَت مرّتين، أوّل مَن قدّمها غناءً ولحناً هو الشّيخ إمام.
ثمّ انتشرت القصيدة بصوتِ "سلطان الطرب" جورج وسوف، بعدما قام شاكر الموجي بتلحينها ووزّعها نبيل الغزّاوي.
حُكي عن القصيدة أنّ نجم كتبها بدافع الانتقام من الأديب يوسف السّباعي بعدما قام بفصله من العمل في وظيفةٍ حكوميّة، لكنّ آخرين يقولون إنّ الكلمات أعمق من أن تكون انتقاميّة فهي عبارة عن مناجاة طائر للصيّاد بألّا يتصيّده، فيصف شعور كلَّ ضعيفِ حالٍ وفقيرٍ ومستضعَف على أنّه كالطّائر الصّغير في وجه المستكبِر، ما يُعطي القصيدة بعداً سياسياً واجتماعياً.
والمفارقة أنّ جورج وسّوف أدّى القصيدة من دون استئذان أحمد فؤاد نجم، فيقول نجم في أحد اللقاءات: "فوجئت أنّ الوسوف يقدّم الأغنية وغنّاها حلو ابن الذين! لكن ما دفعش ثمنها".
تقدّم الأغنية نموذجاً يُحتذى به عن عمق الفكرة في الطّرح الفنّي، وتُظهر الجو السّائد في تلك الأيام الذي كان بعيداً من المصالح الماديّة والتجاريّة.