هي ليست الحادثة الأولى من نوعها في لبنان، وما لم يكشف من قصص رمي الأطفال الحديثي الولادة في النفايات أو تحت الجسور وفي الشوارع، أكثر بكثير من تلك التي تحظى بضجّة إعلامية، فتأثير الأزمة الإقتصادية الذي ترافق مع أزمة النزوح السوري في لبنان، شكّلا عاملين أساسيين في تكاثر هذه الظاهرة أخيراً. 

ومن طرابلس هذه المرة، فقد انتبه شاب فجر أمس الأربعاء، إلى كلبٍ يجر كيساً أسوداً في شارع المبنى البلدي للمدينة، وقد سمع أنيناً من داخل الكيس، وما ان اقترب منه حتّى فوجئ بطفلة حديثة الولادة داخله، فبادر مسرعاً وتوجّه بها إلى مستشفى طرابلس الحكومي حيث خضعت لمعاينة طبية فيما أبلغت القوى الأمنية بتفاصيل الحادثة.


وضع الطفلة الصحّي بات مستقراً وفق ما نقل عن أطبّاء في المستشفى قدّموا لها العلاج، إلّا أنَّ الإجراءات الطبية لم تستكمل بعد وهي بحاجة إلى 24 ساعة ليضع المعنيون تقريرهم النهائي أمام السلطات المعنية. 


الحادثة أشعلت مواقع التواصل الإجتماعي حيث تناقل الناشطون صور وفيديوهات للطفلة المصابة بخدوش وجروح في مختلف أنحاء جسدها، مرجّحين أن يكون سببها الكلاب الشاردة التي تتجمع حول القمامة ليلاً. وفي حين أثنى الناشطون على "انسانية" الكلب في تعاطيه مع الطفلة والموقف الشجاع للشاب الذي أنقذها، فقد أعربوا عن الكثير من الغضب والإستنكار من التصرف "المجرم" الذي ارتكبه أهل الطفلة. 


كذلك عُثر قرابة منتصف الليل على طفلين حديثي الولادة داخل كرتونة تحت جسر إبراهيم، وقام الأب مجدي علاوي بنقلهما إلى مستشفى القديسة مارتين للإطمئنان إلى صحّتهما.


وفتح مخفر جبيل تحقيقاً لمعرفة تفاصيل الحادثة.