لسان جديد يتعلّمه الأنسان هو بمثابة مفتاح في يده لمقصورة من المقصورات الكثيرة التي يتألّف منها صرح الإنسانية على الأرض.

كل لسان بإنسان هكذا قيل من زمان. وهو قول حق.

فلسان جديد يتعلّمه الأنسان هو بمثابة مفتاح في يده لمقصورة من المقصورات الكثيرة التي يتألّف منها صرح الإنسانية على الأرض. وهذه المقصورة قد تكون ملاصقة للتي يعيش فيها. ولكنها عنده سرّ من الأسرار لأنه يجهل اللغة التي يتفاهم بها الساكنون فيها. فهو غريب عنهم، وهم عنه غرباء. أمّا إذا تعلّم لغتهم فقد بات في إمكانه أن يدخل قلوبهم وأفكارهم. وما أكثر ما يجد في تلك القلوب والأفكار كنوزاً لقلبه وفكره. وإذا بعالمه يتّسع ويمتدّ. وإذا بثروته الروحية تتفاقم وتنمو.  

ميخائيل نعيمة ( 1889-1988) ، أديب وفيلسوف لبناني ، أحد شعراء الرابطة القلمية، يشتهر بكتاباته الروحية ، منها كتاب مرداد. ويُعتبر على نطاق واسع أحد أهم الشخصيات في الأدب العربي الحديث وواحد من أهم الكتاب الروحيين في القرن العشرين. ترك خلفه العديد من المؤلّفات باللغات العربية والإنكليزية والروسية، وترجمت كتبه إلى العديد من اللغات الأخرى.