أفادت مصادر سياسية موثوقة لصحيفة "الجمهورية"، بأن "الحراك الخارجي المكثف سواء من الاجتماع الخماسي، او اللقاءات الثنائية الفرنسية- السعودية، وما تلا ذلك من حراكات، يؤشر إلى انّ الملف الرئاسي موضوع على النار الدولية والاقليمية، وانّه وضع على طريق الحسم، وإن استغرق سلوك هذا الطريق بعض الوقت، انما الاكيد ليس وقتاً طويلاً". واعتبرت المصادر "انّ التخبّط الداخلي هو النتيجة الطبيعية لانعدام الرؤية"، وقالت: "سيمضي وقت طويل قبل ان تستفيق مكونات الداخل من الإرباك الذي سقطت فيه بمجرد الاعلان عن الزيارة الباريسية وتفاقم مع حصولها". ورداً على سؤال قالت المصادر: "ليس ما يُقال حالياً عن الزيارة ونتائجها، ومن يدّعي انّه يملك اي معطيات حول ما دار بين سليمان فرنجية وباتريك دوريل، فهذا ادّعاء يجافي الواقع، والقصد منه إثارة الغبار في الاجواء، وهذا ينطبق على كل ما جرى ترويجه من تحليلات او تسريبات او سيناريوهات، التي ثبت انّها كلها لا أساس لها، ولا تمتّ إلى ما بحثه الجانبان بصلة. وفي أي حال، ومع عودة فرنجية، فإنّه لتبيان المسار الذي يسلكه الملف الرئاسي ينبغي من جهة، ان تتركّز العيون على الحراك المنتظر لرئيس "المردة" في الداخل، بدءًا بداعميه، وفي ضوء هذا الحراك يتبين الخيط الابيض من الخيط الاسود. اما من جهة ثانية، فإنّ الملف الرئاسي دخل منطقة العدّ العكسي لإتمامه، وحراك الاصدقاء والاشقاء متواصل، وباب المفاجآت التي تصبّ في الحسم السريع للانتخابات الرئاسية أعتقد انّه مفتوح".

الحضور القطري ويندرج في سياق هذا الحراك الحضور القطري في بيروت امس، وكانت لافتة للانتباه مروحة اللقاءات السياسية الواسعة التي اجراها وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية الدكتور محمد بن عبد العزيز الخليفي. وقالت مصادر موثوقة لـ"الجمهورية"، انّ زيارة الخليفي لا تندرج في سياق مبادرة قطرية معزولة عن الجهود الفرنسية- السعودية حيال الملف اللبناني، بل انّها زيارة استطلاعية توفيقية، مكمّلة لتلك الجهود، كعامل مساعد على بلورة تفاهم داخلي على انتخاب رئيس للجمهورية. ولفتت المصادر إلى انّ ما شدّد عليه الوفد القطري في لقاءاته يتلخص بأنّ الجانب القطري على يقين من انّ "انفراج الملف الرئاسي في لبنان ليس بالأمر العسير، بل هو امر يتحقق في سرعة، مع ما نتمناه للاخوة في لبنان بأن يغلّبوا مصلحة لبنان على كل الاعتبارات، ويسلكوا سبيل التفاهم على انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة تباشر المهام الكثيرة التي تنتظرها، وانّ قطر ستكون كما هي دائماً إلى جانب لبنان".