تعيش عارضة الأزياء العالمية بيلا حديد منذ أكثر من عقد صراعاً مريراً مع مرض "لايم"، الذي شُخّصت إصابتها به عام 2012. هذا المرض لم يكن مجرد حالة صحية عابرة، بل تحوّل إلى تجربة مؤلمة أجبرتها على الابتعاد عن الأضواء لفترات طويلة، لتضع معاناتها الشخصية تحت المجهر العالمي، وتفتح النقاش حول أحد الأمراض التي ما زالت تثير الكثير من الجدل في الأوساط الطبية.
ما هو مرض "لايم"؟
مرض "لايم" هو عدوى بكتيرية يسبّبها جرثوم يُسمّى Borrelia burgdorferi، وينتقل إلى الإنسان عادةً عبر لدغة قراد الغابة. يُعرف بأنه من الأمراض الصامتة والخادعة، إذ قد تظهر أعراضه بشكل تدريجي ومتفاوت، ما يجعل تشخيصه أمراً معقداً.
الأعراض الأكثر شيوعاً تشمل:
- طفح جلدي مميز يشبه شكل "عين الثور".
- آلام المفاصل والعضلات.
- إرهاق مزمن واضطرابات في النوم.
- صداع ومشكلات عصبية قد تتطور في المراحل المتقدمة.
لماذا يُعتبر مرض "لايم" معقداً؟
يشرح الدكتور سمير خوري، اختصاصي الأمراض المعدية، في حديثه لموقع "الصفا نيوز" عن المرض قائلاً: "خطورة مرض "لايم" تكمن في تأخر تشخيصه. ففي حال لم يُعالج بالمضادات الحيوية في المرحلة المبكرة، يمكن أن يتحول إلى مرض مزمن يرافق المريض لسنوات طويلة. كثير من الحالات تُخلط مع أمراض أخرى مثل الروماتيزم أو الاكتئاب، ما يزيد من معاناة المصاب".
ويضيف: "التحدي الأكبر أن الأعراض تختلف من شخص إلى آخر. بعض المرضى قد يعيشون سنوات من الألم والتعب دون معرفة السبب الحقيقي، كما حدث مع شخصيات عامة مثل بيلا حديد التي تحولت قصتها إلى شهادة حيّة على صعوبة هذا المرض".
كيف يمكن الوقاية والعلاج؟
ويشرح د. خوري أنّ "الوقاية تبدأ بتجنّب لدغات القراد عبر ارتداء ملابس طويلة في الغابات والمناطق العشبية، واستخدام المواد الطاردة للحشرات"، مضيفا أنّ "العلاج يعتمد على المضادات الحيوية في المراحل الأولى، أما في الحالات المزمنة فيتطلب الأمر خططاً علاجية طويلة تشمل الأدوية الداعمة والعلاج الطبيعي".
ما وراء قصة بيلا حديد
قصّة بيلا حديد لم تعد مجرّد تجربة شخصية، بل ألقت الضوء على التحديات التي يواجهها ملايين المرضى حول العالم مع مرض لايم. فهي تذكّر بأن الشهرة والنجاح لا يحميان من الألم الخفي الذي قد يسببه هذا المرض، وأن الحاجة ماسّة لزيادة الوعي حوله وتشجيع المزيد من الأبحاث الطبية لفهمه بشكل أفضل.
يرجى مشاركة تعليقاتكم عبر البريد الإلكتروني:
[email protected]