أكد أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله أن ايران تجد نفسها اليوم ملزمة بالرد على اغتيال رئيس المجلس السياسي في حركة حماس في قلب طهران، كما يجد حزب الله نفسه ملزماً بالرد على اغتيال القائد الجهادي الكبير فؤاد شكر في قلب الضاحية في بيروت، وأن التصميم والعزم والقدرة موجودة ولكن بروية وشجاعة وليس بانفعال.
وقال السيد نصرالله في الاحتفال التأبيني لـ"شكر": "إن الانتظار الاسرائيلي للرد هو جزء من العقاب والرد والمعركة لأن المعركة نفسية ومعنوية واعصاب وسلاح ودماء"، مشدداً على أن العدو كان يقف على "رجل ونصف" عند الحدود اللبنانية الفلسطينية، أما اليوم فاسرائيل كلها ولأول مرة تقف على اجر ونصف من الجنوب إلى الشمال إلى الوسط بحكومتها وجيشها وشعبها.
وأضاف: "نحن نمازح الايرانين بانهم يذبحون بالـ"قطنة" والمحور كله اليوم بات كذلك"، مشيراً إلى أن حال الترقب الاسرائيلية تترك ظلال واثار على الكيان الاسرائيلي بأكمله.
وتابع: "نحن نقوم بتنفيذ أهم جدار صوت عند العدو الاسرائيلي من خلال اطلاق المسيرات والتي تطلق اجهزة الانذار بكل المستوطنات"، موضحاً أن كل مصانع الشمال ومقدرات العدو في الشمال البالغ قيمتها نحو 130 مليار دولار وهذه المقدرات كلها قادرة المقاومة على تدميرها بساعة أو نصف الساعة حتى.
وقال السيد نصرالله "يسود القلق في كل المنطقة والجديد اليوم أنه على مدى 75 عاماً كنا نحن الذين نهجر وبيوتنا تهدم وبيوتهم تبقى، مصانعهم تبقى ومصانعنا تهدم، كان يتوقف مطار بيروت وحركة الطيران في كيان العدو لا تتوقف. أما اليوم فالمعادلة مغايرة، وتابع : "يضرب العدو الضاحية ويرسل الرسائل عبر الاميركي الحرب الواسعة حساباتها معقدة جداً".
وأضاف: "غالباً ما يكون العدو ليس بحاجة الى ذريعة لشن الحرب، ورئيس وزراء العدو الاسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يريد شن حرب على لبنان"، مشيراً الى أن احد الصواريخ الاعتراضية اليوم سقط على احد شوارع نهاريا فسارع العدو لتوضيح الحقيقة وان احد الصواريخ اخفق باللحاق باحدى المسيرات، أما في مجل شمس استثمر العدو الفتنة".
وكشف أن بعض الذين يطالبون بضبط النفس والهدوء من قبل بعض الدول لم يدينوا اعتداءات الضاحية وايران، والاميركي يقول اليوم"طولو بالكن علينا شوي" نحن نعمل على ايقاف الحرب في غزة رغم كل هذا الثمن الغالي، لافتا إلى أن: "ردنا آتٍ ان شاء الله وحدنا أو مع المحور وهذه الفرضيات موجودة، ومهما كان الثمن غالياً سنرد وعلينا أن نستعد".
وكشف أنه "لا يمكن ان نطالب من احد ان نتعاطى مع عدوان الثلاثاء الفائت على انه عدوان في سياق المعركة. ردنا ات وسيكون قوياً ومؤثراً وفاعلاً".
وكان قد أشار السيد نصر الله في مستهل كلمته، الى ان "العدو قد يلجا أثناء الكلمة إلى خرق جدار الصوت من أجل إخافة الحضور وهذا يدل على أنَّ "عقلاتو كتير صاروا صغار"، وقال: " سر قوتنا يكمن في الاستمرار لأن النيل من قادتنا لن يمس بعزمنا وتصميمنا على مواصلة الطريق".
واضاف: "القائد شكر من الجيل المؤسس في المقاومة، ولكن إضافة إلى ذلك كان من القادة المؤسسين. وغرفة العمليات المركزية في حرب تموز كانت في عهدة السيد محسن ولم يغادرها طوال 33 يومًا. ومنذ اليوم الأول لبدء طوفان الأقصى بدأ السيد محسن بالتحضير والترتيب لمعركة الإسناد وكان موجودًا في غرفة العمليات طيلة فترة المعركة. هو من العقول الاستراتيجية في المقاومة، كان يفكّر بكلّ الأمة وثريًا بالأفكار ولديه قدرة عالية على التخطيط".
اضاف: "نحن في شهادة القادة نعترف بالألم والحزن لأننا بشر ولكننا نجمع بين الحزن للفراق، والغبطة بأنهم وصلوا إلى مرتبة الشهادة. نحن نعترف بحجم الخسارة وشهادة السيّد محسن خسارة كبيرة ولكن هذا لا يهزّنا على الاطلاق ولا يوقفنا والدليل العمليات المستمرة والعمليات الجديدة بمستوطنات وعمقٍ جديدين".
وتابع: "في الآونة الأخيرة تطورت ظروف تساعد بقوة على فهم حقيقة الأهداف التي تسعى إليها حكومة نتنياهو المتطرف كتصريح وزير المالية الإسرائيلي الذي اعتبر أنه من "العدل" قتل مليوني فلسطيني في غزة إذا لم يرجع الأسرى الصهاينة. ومن التطورات المهمة رفض "الكنيست" قيام دولة فلسطينية بشبه إجماع كبير في كيان العدو على ذلك بمعزل عن طبيعة هذه الدولة".
ولفت الى ان "هذه التطورات تهم كل من يراهن في فلسطين أو في العالم العربي والإسلامي على مسار تفاوضي لإقامة دولة فلسطينية وصفعة لهم جميعًا ولكل الدول العربية التي تتبنى مبادرة السلام العربية".
واشار الى ان "نتنياهو لا يريد وقفًا للحرب ولإطلاق النار ويصر على ذلك في كل الصفقات ويسعى لتهجير أهل غزة, فالإسرائيلي لا يقبل بدولة فلسطينية حتى في قطاع غزة لأنهم يرون فيها خطرًا وجوديًا ولو في اعترف بها دوليًا فقط في غزة. المشروع في الضفة من قبل طوفان الأقصى هو تهجير أهل الضفة بالقتل والعمليات والقصف بسلاح الجو. هناك مشروع صهيوني يقول لا دولة فلسطينية، بينما مشروع جبهة المقاومة هو ان فلسطين من البحر إلى النهر، وكل المشاريع في الوسط ستذوب لأنه لا مستقبل أمامها وغير واقعية".
وقال: "إذا انتصر نتنياهو والتحالف الأميركي الصهيوني على المقاومة في غزة والضفة، سيأتي الكيان القاتل للأطفال للتسيّد في المنطقة. الولايات المتحدة الأميركية صمتت على مدى 31 عامًا والآن حديثها عن إقامة دولة فلسطينية كذب ونفاق، لأن أي تصويت حول دولة فلسطينية في مجلس الأمن يرفع الأميركي حق "الفيتو". الأميركي يخادع العالم ويقول بأنه غير راضٍ عن أداء نتنياهو خلال الحرب ويعمل للضغط عليه، وهذا كله كذب لأنهم يزوّدونه بأطنان من السلاح".
وأوضح أنّ "الآن، في ظل الحديث عن رد من إيران أو حزب الله أو اليمن أو المحور، فإنّ الولايات المتحدة الأميركية وأساطيلها تتقدّم للدفاع عن إسرائيل في رسالةٍ علنية"، مشددًا على أنّ "إسرائيل لم تعد قوية كما كانت"، مشيرًا إلى أنّ "إسرائيل الخائفة والمنتظرة لرد محور المقاومة تستنجد بالأميركي".
وقال: "لو هزمت المقاومة في غزة وهذا لن يحصل، فلن تبقي إسرائيل أي مقدسات إسلامية ولا مسيحية".
ولفت الى ان "الرادارات الإسرائيلية والأقمار الصناعية الأميركية في قمة استنفارها خشية من الرد، واليوم وصلت مسيراتنا إلى شرق مدينة عكا. المطلوب اليوم المواجهة والتصدي وعدم التردد وعدم الخضوع، وهذا واجب إنساني وشرعي. الواجب على كل أبناء المنطقة وضع هدف منع إسرائيل من الانتصار في هذه المعركة والقضاء على المقاومة والقضية الفلسطينية".
وقال: "دعوتنا الى جبهات الإسناد في لبنان والعراق واليمن للاستمرار في إسناد غزة رغم التضيحات، كما ندعو الدول العربية لأن تستيقظ أمام الخطر الذي يهدد المنطقة".
واشار الى ان "إيران ألزمت بعد الاعتداء على القنصلية الإيرانية في دمشق، والآن ملزمة أن تقاتل بعد اغتيال الشهيد هنية في طهران وليس مطلوبًا من إيران وسوريا الدخول في القتال. على البعض في لبنان فهم حجم مخاطر ما يجري في المنطقة وهم يعربون عن خوفهم إذا انتصرت المقاومة في المعركة، وأنا أقول لهم عليكم الخوف من انتصار العدو. ومن لا يؤيدنا في لبنان نطلب منه ألا يطعن المقاومة في الظهر ولا يشارك في الحرب النفسية ضدّنا".