نالتْ قضية تعاطي المخدرات بينَ الفنانين العرب اهتماماً واسعاً من وسائل الإعلام والجمهور على حدٍ سواء، فهي ليست مجرد مشكلة فرديّة تخصُ الفنان نفسه، بل قد تحملُ أبعاداً اجتماعيّة وثقافيّة.

هناك فنانين تورّطوا في قضايا تعاطي المخدرات، وأثّر ذلك على حياتهم المهنيّة والشخصيّة، فتُعد حياة الشهرة والضغوط النفسيّة الناتجة عن العمل في المجال الفني من الأسباب الرئيسية التي قد تدفع بعض الفنانين إلى تعاطي المخدرات، والمنافسة الشديدة والمُطالبة المستمرة من المعجبين والإعلام والمشاكل التي قد تلتفُ حولَ الفنان سواء في علاقاته الفنيّة أو خارجها، كلها عوامل قد تضعهُ تحت ضغوط إضافيّة.

من الأسماء التي تورّطت بتعاطي المخدرات، الممثل المصري سعيد صالح والممثلة المصريّة دينا الشربيني والممثلة السوريّة صباح السالم. ما يجمع بينهم أنّ قضاياهم مؤكّدة وليست مجرد إشاعات.

سعيد صالح

يُعتبر الممثّل المصري الرّاحل سعيد صالح أحد أبرز الأمثلة على الفنانين الذين واجهوا مشاكل مع المخدرات. تمّ القبض عليه في مناسبات عديدة بتهمة حيازة وتعاطي المخدرات، ما أثَّرَ سلباً على مسيرته الفنية، حيثُ تعرّضَ للتهميش والانتقادات الشديدة من شريحة في المجتمع والإعلام.

دينا الشربيني

كذلك الممثّلة المصرية دينا الشربيني واجهت تهمة تعاطي المخدرات، حيثُ تمّ القبض عليها وحُكم عليها بالسجن. ورغم أنّ هذه الحادثة شكّلتْ صدمة للكثيرين، إلّا أنّ دينا استطاعت أن تعود إلى الساحة الفنية بقوة بعد انقضاء فترة عقوبتها، وأثبتتْ نفسها مجدداً من خلال أعمالٍ ناجحةٍ.

صباح السالم

خرجتِ السالم من السّجن قبلَ سنواتٍ، لكنّها لا تزال في مرحلةِ إعادةِ إعداد نفسها للعودة إلى نشاطها الفني، خاصة وأنّ علامات الشيخوخة تظهر عليها بشكل مبالغ به، بطريقة لا تتماشى مع عمرها الحقيقي الذي لا يتجاوز العقد السّادس، وقد سُجنت بتهمة التعاطي والإتجار بالمخدرات.

صباح السالم بعدَ خروجها من السجن (حُكمت 20 عاماً)

وبالإضافة للأسماء المذكورة، هناك فنانين آخرين، متهمين بالتورّط في قضايا مخدرات، لكن ليسَ بالضرورة أن يكون ذلك حقيقياً بل قد يقع ذلك في إطار الإشاعة.

تعاطي المخدرات يؤدي إلى تدهور الحالة الصحيّة والنفسيّة للفنان، ممّا يؤثر على قدرته على الأداء والإبداع، كما أنّ المشاكل القانونية الناتجة عن التعاطي قد تتسبب في توقف الفنان عن العمل لفترات طويلة كما حصلَ مع صباح السالم، مما يضعهُ أمامَ خسائر مادية ومعنوية كبيرة، فضلاً ربّما عن فقدان ثقة الجمهور الذي يُعتبر أحد أهم ركائز النّجاح في الوسط الفني.