رغم أنّ زيارة وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية وليد فياض للعاصمة السورية دمشق، في الأيام الفائتة، تمّت تلبيةً لدعوة من وزير الموارد المائية السورية حسين مخلوف، للبحث في شؤون تخصّ البلدين في مجال التعاون المشترك من أجل تنظيم استثمار مياه النهرين المشتركين بين لبنان وسوريا، أي العاصي والكبير الجنوبي، غير أنّ حلول الوزير اللبناني ضيفًا على القيادة السورية، كان له وقع سياسي كبير، وصدى إعلامي لافت، خصوصًا أنّ الزيارة "تخطّت برنامجها"، وتُوّجت بعقد لقاءٍ جمع رئيس الوزراء السوري حسين عرنوس والوزير الضيف في حضور الأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني-السوري نصري خوري.

وتُعدّ الزيارة المذكورة أوّل مبادرة من جهةٍ رسميةٍ لبنانيةٍ في اتجاه الحكومة السورية، عقب التوجّهين النيابي والحكومي لدى السلطات في بيروت إلى الانفتاح على دمشق، إثر جريمة قتل المسؤول في القوات اللبنانية عن منطقة جبيل باسكال سليمان، وما تركته من تداعياتٍ خطرةٍ على العلاقات الثنائية اللبنانية- السورية، بعد الاعتداءات على عددٍ من المارّة والنازحين السوريين في بعض المناطق اللبنانية. كذلك غداة الجلسة النيابية الأخيرة التي خصّصت لمناقشة "الهبة الأوروبية" لدعم بقاء النازحين في لبنان. لذا كان لخطوة فياض نكهة سياسية مميزة.

وتؤكّد مصادر عليمة أنّ "الوزير اللبناني أثار مع الجانب السوري مسألة تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، لما فيه مصلحة الشعبين، وشدّد على ضرورة التفاهم على حلٍّ يفضي إلى إعادة النازحين السوريين إلى ديارهم بكرامةٍ، وبعيدًا من لغة العنصرية والتحريض، ولقي طرح فياض تجاوبًا من الطرف المضيف". ولكن كما هو معلوم، فإنّ حلّ الأزمة يتطلّب أيضاً جهودًا دوليةً، أوّلها رفع العقوبات عن الشعب السوري، والبدء بورشة إعادة إعمار ما هدمته الحرب الكونية على الجارة الأقرب، أو على الأقلّ، الشروع في عملية التعافي المبكّر، عملًا بالقرار الدولي 2664، الذي يقضي بإدخال المساعدات الإنسانية إلى سوريا كي تتمكّن من استقبال مواطنيها الموجودين خارج البلاد، والراغبين في العودة إلى وطنهم. وترجّح المصادر عينها أن يكون فياض قد حمل رسائل من دمشق إلى بيروت، رافضةً الغوص في التفاصيل.

بحفاوةٍ كبيرة ٍ ولافتةٍ استقبل الضيف اللبناني

بحفاوةٍ كبيرةٍ ولافتةً، وجريًا على عادتهم وتقاليدهم، كرّم السوريون ضيفهم وزير الطاقة اللبناني والوفد المرافق المتخصّص في مجال الموارد المائية وسواها، منذ أن وصلوا إلى الحدود اللبنانية- السورية في منطقة المصنع في البقاع، الاثنين، الثالث من حزيران الجاري، إذ فتح لهم صالون الشرف في نقطة جديدة يابوس الحدودية، وكان في استقبالهم وفد من كبار موظفي وزارة الموراد المائية السورية، كما استقبلهم وزير "الموارد" السوري حسين مخلوف في دمشق على رأس وفدٍ كبيرٍ من الوزارة. وغادر فياض والوفد المرافق الأراضي السورية في اليوم التالي. وكان للوزير فياض إطلالة عبر قناة "سما" الفضائية، تحدّث خلالها عن العلاقات الثنائية اللبنانية-السورية، وضرورة تفعيلها، وعن أهمية الزيارة وهدفها في هذا الظرف الدقيق، وضرورة حلّ أزمة النازحين السوريين.

وكان للوزير اللبناني لقاءات خاصّة مع كبار المسؤولين السوريين، لم يعلن عن تفاصيلها، بحسب مصادر مواكبة للزيارة.

توقيع المحضر المشترك

ووقّع فياض ومخلوف محضر اجتماع اللجنة المشتركة المؤلّفة من وزارتي الطاقة والمياه اللبنانية والموارد المائية السورية، المخصص للتفاهم على استثمار مياه نهري العاصي والكبير الجنوبي.