صوتُها كالكريستال، نَقيٌ جميلٌ. كانت نجمةً في التسعينيات، سبقتْ عصرَها وجدّدتْ في المواضيع والأنماط الموسيقيّة التي اعتمدتْها. حقّقتْ نجاحاً كبيراً، ومع كلِ عملٍ تُطلقهُ، كانت تُثبتُ أنّها موهوبةً واستثنائيّة. هيَ كاتيا حرب، التي اختارتِ الابتعاد!
"الباب العالي"، "مَن دلّه؟"، "أجمل غنيّة"، "ما فينا"، "قد الحُب"، تلكَ أبرز الأغنيات والأعمال المصوّرة التي قدّمتها، وكانت تواكبُ من خلالِها التطوّر على صعيدِ الموسيقى والصّورة، لكنّ المشوار الاحترافي لكاتيا لم يدمْ لأكثرِ من 7 سنوات، فاختارتْ عامَ 2004 تقريباً، الابتعادَ والانصراف لدراسةِ اللاهوت. اعتزلتِ الفن في ذروِة نجاحِها، فقد كانت نجمةً في الحفلات والبرامج سواء في لبنان أو القاهرة وعددٍ من الدّول العربيّة.
ولِدَت كاتيا حرب في 22 تشرين الثاني 1976، أي صارَ عمرها اليوم 48 عاماً، كانت تنوي أن تصبحَ راهبةً قبل دخولها مجال الفن إلّا أنّ الظروف عاكستها كما تقولُ في مقابلاتها، وقد نشأتْ في عائلةٍ متديّنة.
في موسم ستديو الفن (1992 - 1993)، اكتشفَها المخرجُ الرّاحل سيمون أسمر، في دورةٍ اكتشفَ فيها أيضاً نجوماً آخرين، مثل اليسا ووائل كفوري وديانا حداد وكلودا الشمالي ومعين شريف وجوانا ملاح وغيرهم. حقّقتْ كاتيا بعدَ "ستديو الفن" نجاحاً منقطع النّظير في أغنياتٍ عديدةٍ، وتميّزتْ بأداءِ الأغنية اللبنانيّة التي تجمع بين العصريّة والحفاظ على الهويّة، حاملةً في صوتها أحاسيس الحب، وأدركت كيفَ توصل معاني الكلمات بطريقة مميّزة وبعيدة عن التكلّف.
انتهى المشوار الفني لكاتيا حرب عام 2004، عن طريق خلافاتٍ نشأت بينها وبين مديرة أعمالها وصلتْ إلى القضاء، وطوَتْ عبرَها كاتيا مشواراً فنياً.
عام 2012 أطلقتْ ألبوماً دينياً بعنوان "نجمة غريبة"، وبقيتْ في ذاكرةِ مَن عاصَرَها من اللبنانيين والعرب، نجمةً غريبةً بالفعل، حاملةً في صوتِها وشخصيتِها سراً، مغلفاً بموهبةٍ وقناعاتٍ دينيّة.