استهلّ الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان اليوم الثاني لجولته على المسؤولين اللبنانيين بزيارة رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد في مبنى الكتلة في حارة حريك، بحضور مسؤول العلاقات الدولية في الحزب عمار الموسوي.
وانتقل لودريان إلى عين التينة حيث كان في استقباله رئيس المجلس النيابي نبيه بري وخلال اللقاء جرى عرض للأوضاع العامّة لاسيما موضوع الرئاسة وما صدر أخيراً عن "اللجنة الخماسية" .
وكرّر برّي تمسكه بمبادرته لإنتخاب رئيس للجمهورية مكرراً الدعوة ومن دون شروط مسبقة "للتشاور" حول موضوع واحد هو انتخاب رئيس للجمهورية ومن ثم الإنتقال إلى القاعة العامة للمجلس النيابي لانتخاب رئيس بدورات متتالية من ضمن لائحة تضمّ عدداً من المرشحين حتّى تتوج المبادرة بانتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية.
ومن المقرر أن يلتقي لودريان بعد الظهر رئيس حزب الكتائب سامي الجميل في بيت الكتائب المركزي في الصيفي، فيما سينتقل عصراً إلى معراب للقاء رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع.
ومن المقرّر أن يستقبل لودريان كتلة الإعتدال الوطني على مأدبة غداء في السفارة الفرنسية، على أن يختتم زيارته بعشاءٍ مع سفراء الخماسية في قصر الصنوبر، أما التيار الوطني الحر فقد اعتذر عن لقاء لودريان بسبب وجود رئيسه جبران باسيل خارج لبنان.
في غضون ذلك، نقلت مصادر صحافية محلية مواكبة لزيارة الموفد الفرنسي عن لودريان، قوله إنّ استمرار الأزمة الرئاسية ستؤدي إلى القضاء على لبنان السياسي ولن يتبقّى منه سوى الجغرافيا.
وأضاف: "فلنستبدل كلمة حوار بكلمة مشاورات".
بو حبيب تابع في بروكسل ملف النزوح
على خط آخر، التقى وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بو حبيب على هامش مشاركته في مؤتمر دعم مستقبل سوريا والمنطقة في بروكسل، نظيره النروجي أسبين بارتيه أيده، وشكره على موقف بلاده من حرب غزة واعترافها بالدولة الفلسطينية، وشدد على "أهمية العمل على وضع تصور لليوم التالي. ثم شرح له موقف لبنان المتمسك بتطبيق القرار 1701 كاملا لتحقيق الاستقرار المستدام في الجنوب اللبناني.
وقدم بو حبيب إحاطة عن أزمة النزوح السوري، والمرحلة الخطيرة التي وصلت اليها الأمور في هذا الملف. وعرض له رؤية لبنان للحل عبر تأمين عودة النازحين السوريين الآمنة والكريمة إلى ديارهم، او عبر إعادة توطينهم في دولة ثالثة.
كذلك، التقى نائب رئيس الحكومة ووزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، وتم التباحث بشؤون النازحين السوريين في كلّ من العراق ولبنان. ودعا إلى تشجيع اللجنة الخماسية العربية على المستوى الوزاري لملاقاة الجهود الدولية لحلّ الأزمة السورية.
وناقش بوحبيب خلال لقائه مفوض الاتحاد الأوروبي لإدارة الأزمات يانيز لينارشيش، تصور لبنان لحلّ أزمة النزوح السوري وآثارها الكارثية على الوضع في لبنان، داعياً إلى "ضرورة التحرك العاجل من أجل تنفيذ مشاريع التعافي المبكر لتحفيز السوريين على العودة إلى بلادهم، وإعادة إعمارها.
والتقى بوحبيب المفوض السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي وأجرى معه نقاشاً صريحاً عبر فيه بوحبيب عن هواجس لبنان الرسمي والشعبي وملاحظاتهم على عمل وأداء المفوضية، داعيا الى "التعاون بدل التصادم لما فيه مصلحة كلّ الأطراف".
كذلك، أكد بوحبيب "وجوب ايجاد مقاربة جديدة لمشكلة النزوح السوري تعكس الاجماع اللبناني الرسمي والشعبي". وقد لاقاه المفوض غراندي بخصوصية الحالة اللبنانية، واتفق مع الوزير على تفعيل التنسيق بين المفوضية، واللجنة المناطة إدارة الملف، مع التركيز على أهمية العمل أكثر على مشاريع للتعافي المبكر داخل سوريا لتشجيع وزيادة حالات العودة الطوعية للسوريين وتأمين الشروط المطلوبة لها.
وشدد بوحبيب على "تمسك لبنان بمظلة الامم المتحدة ومبادئها ومقاصدها، مع الاشارة إلى أنّ الوفد اللبناني قد سلم المفوضية الاوروبية المقاربة الوطنية لإدارة ملف النزوح السوري".
كذلك اجتمع الوزير بوحبيب مع الممثل الأعلى ونائب رئيس المفوضية الأوروبية جوزيف بوريل حيث تباحثا في الوضع الحالي في غزة وتحدّيات النزوح والملف السوري.
كما عقد إجتماعا مع وزيرة خارجية سلوفينيا تانيا فيون التي أبلغته بتوجه بلادها للاعتراف بالدولة الفلسطينية. وشكرها الوزير بوحبيب على "دور بلادها البناء كعضو غير دائم في مجلس الامن متمسك بإحترام القانون الدولي، وقدم لها شرحا لأهمية عمل اليونيفيل ومساهمتها في الاستقرار في جنوب لبنان على مدى 17 عاما قبل بدء حرب غزة.
وأنهى الوزير بوحبيب زيارته الى بلجيكا بلقاء وزيرة خارجية بلجيكا حدجة لحبيب حيث تبادلا وجهات النظر حول كيفية تطبيق حل الدولتين وتحقيق الاستقرار في الجنوب ومسألة النزوح السوري وما تشكله من خطر وجودي على لبنان.
وسينتقل الوزير بوحبيب بعد ظهر اليوم الى باريس للقاء نظيره الفرنسي ستيفان سيجورنيه.