لمن لا يعرفُ عن حياةِ بوب مارلي وكانَ مهتماً بالتعرّف إليه، ولمن كانَ من عشّاقِ الأفلامِ الموسيقيّة التي تستعرضُ قصصاً حقيقيّة، فيلم "بوب مارلي: حب واحد"، الذي صدرَ هذا العام يهدفُ لتسليط الضّوء على مشوار أسطورةِ موسيقى الريغي المثير للدهشة.

كما يبدو الفيلم مثالياً في ظل الفوضى والعنف اللذين يسودان العالم مؤخراً، خاصة وأنّ "مورلي" عاشَ حياته القصيرة يُعاني من العنصريّة بسببِ لون بشرته السّمراء ويدعو عبر موسيقاه للوحدةِ والسلام، ويدافعُ عن الحرية طوال حياته، حتى أنه تعرّضَ إلى محاولة اغتيال لهذا السبب.

يستعرضُ فيلم "بوب مارلي: حب واحد"، فترةً قصيرةً للغاية من حياةِ صاحبه وتحديداً بين عامي 1976 و1978، بدايةً مع محاولةِ الاغتيال التي جاءت بسبب نيته إقامة حفل موسيقي من أجل وقف أعمال العنف التي ارتكبها زعيمان سياسيان متصارعان.

تجري كل الأحداث في الفيلم، بالتزامن مع مقتطفات مقتطّعة ومقتضبة من الماضي، سواء تلك التي تتضمنُ طفولة مارلي أو رحيل والده الذي ترك جرحاً غائراً لآخرِ حياته، أو كيفية اعتناقه الديانة الرستفارية، مروراً ببداية انطلاقة فرقته الموسيقية.

وتصل الأحداث في النهاية إلى إصابة مارلي بنوع نادر من سرطان الجلد، ورغم وجود احتمالية للشفاء تتمثل في البتر، فإنّ مارلي رفض اللجوء لهذا الخيار، فكانت النتيجة وفاته عن عمر ناهزَ 36 عاماً فقط في وطنه وبين أفراد عائلته عام 1981.

بوستر الفيلم

تمتع العمل بأداء تمثيلي جيد من بطله الأول كينغسلي بن أدير في دور "مارلي"، إذ استطاع استنساخ روحه وحركاته الارتجالية على المسرح، لكنّ العامل الفني الأهم وراء خروج العمل في ما يُشبه قطع البازل المتباعدة وغير المتكاملة، هو عدم تماسك الحبكة وضعف السّيناريو والحوار، يليه تواضع الإخراج بالرغم من أن مخرج الفيلم رينالدو ماركوس هو نفسه مخرج فيلم "الملك ريتشارد" (King Richard)، الذي فازَ عنه النجم ويل سميث بأوسكار أفضل ممثل وحصدَ عنه بعض الجوائز، ومع ذلك لا يزال العمل يستحق المشاهدة، بالنسبة للكثيرين من النقّاد الذين يرصدونهُ.


ولِدَ بوب مارلي عام 1945 وتوفيَ عام 1981