حصلَ لها هبوط حاد في الدّورة الدّمويّة فتوفيت عن عمر ناهزَ 57 عاماً، الممثلة شيرين سيف النصر!

مع حلول السّاعات الأخيرة من عيد الفطر، أعلنَ شريف سيف النصر شقيق الممثلة المصريّة شيرين سيف النصر، عن وفاة شقيقته الصغرى غير الشقيقة عبرَ حسابه في فيسبوك، عن عمر ناهز 57 عاماً، وكتبَ في المنشور: "توفيت إلى رحمة الله اليوم أختي الصّغيرة غير الشقيقة الفنانة شيرين سيف النصر، تمتِ الصلاة والدفن في مقابر العائلة في هدوء وسكينة كما طلبت الرّاحلة، وتقتصرُ المراسم على ذلك بدون عزاء طبقاً لوصيتها، برجاء الدعاء لها بالرحمة والمغفرة وإنا لله وإنا إليه راجعون".

إعلان الوفاة

والملفتُ أنّ سيف النصر عاودَ نشاطهُ كالمعتاد، وكأنّ الوفاة حدثٌ عابرٌ بين يومياتِهِ "الفيسوكيّة"، ما يؤكّد أنّها توفيت قبلَ أيامٍ عديدةٍ، ولم يعلنْ عن الأمر سوى بعدَ انقضاء التّعازي.

بعد إعلان الوفاة بساعات وكأنّ الحدث مرّ عليه أيام!

ووفقاً للتقارير الصّحفية فإن سبب الوفاة يعودُ إلى هبوطٍ حادٍ في الدّورةِ الدّمويةِ.

حياة هادئة ورحيلٌ هادئ

وُلِدَتِ الممثلة شيرين سيف النصر في الأردن عام 1967 من أبٍ مصريٍ، هو الصّحفي إلهام سيف النصر وأم فلسطينية، ومثلما عاشت في هدوءٍ، رحلتْ أيضاً في هدوءٍ وسكينةٍ.

واقتصرتْ مراسم الوفاة على الصلاة والدفن في مقابر العائلة دون عزاء حسب وصيتها، ورغم اعتزالها الفن وابتعادها عن الشّاشات والفعاليّات منذ عام 2007، إلّا أنّ خبر رحيلها أصابَ جمهورها بغصّة، خاصة أنها كانت إحدى أشهر نجمات الدراما بالتسعينيات.

البدايات

تخرجتْ شيرين سيف النصر من كلية الحقوق في مصر، وعاشت لسنوات في فرنسا، ولم يطاردْها حلمُ التمثيل، إلاّ حينَ التقتِ الفنان يوسف فرنسيس، الذي صادفَ أنهُ كان يعمل في السّفارة المصريّة في فرنسا. وبسبب ملامحها الأرستقراطية وجاذبيتها اللافتة قرّرَ فرنسيس اطلاقها فنياً، وكانَ أول أعمالها مسلسل "ألف ليلة وليلة" عام 1986.

ومع أنّها قدمتْ أعمالاً عديدةً بعد ذلك، لكنّ شهرتها وارتباط الجمهور بها بدأ مع مسلسل "غاضبون وغاضبات" عام 1993، وهو عمل مؤلّف من حلقات منفصلة شاركَها بطولته الممثل شريف منير، ورغم مرور أكثر من 30 عاماً على المسلسل إلّا أنه لا يزال يُعرَض حتى الآن على القنوات العربيّة.

وبسبب الكيمياء التي جمعت بين شيرين وشريف على الشاشة، شاركتهُ أيضاً مسلسل "على باب الوزير" 1995، بالإضافةِ إلى مسلسل "اللص الذي أحبُهُ" الذي حققَّ نجاحاً كبيراً عام 1997.

الثنائيّات

شيرين سيف النصر وشريف منير

ولم يكن شريف منير النّجم الوحيد الذي كررتْ شيرين العمل معه أكثر من مرة، وإحدى أهم الثنائيات في مشوارها التلفزيوني والتي ساهمت في بناء نجوميتها، الأعمال التي شاركتْ بها مع النّجم أحمد عبد العزيز، الذي كان حينذاك من أشهر نجوم التلفزيون المصري، إذ قدّما معاً الجزء الثّاني من مسلسل "المال والبنون" (1995) و"مَن الذي لا يُحب فاطمة؟" (1996)، وهو أحد أفضل أدوارها على الإطلاق.

أمّا سينمائيا فقد ذاعَ صيتُ شيرين سيف النصر بسبب مشاركتها الزّعيم عادل إمام بطولة فيلم "النوم في العسل" (1996)، كذلك أُسندت إليها بطولة مسرحية "بودي جارد" (1999) مع عادل إمام بعد اعتذار رغدة، ولهذا لم يكن غريباً أن يكون الزعيم هو شريكها بآخر أفلامها عام 2002 في فيلم "أمير الظلام".

ثلاث زيجات والنّهاية وحيدة!

لم تقدمْ شيرين سيف النّصر سوى حوالي 30 عملاً فنياً تنوعتْ بين المسلسلات والأفلام والفوازير، واختفتْ منذُ سنواتٍ طويلةٍ، لكنّها بقيتْ في ذاكرةِ الجمهور باعتبارها إحدى جميلات التسعينيات وصاحبة بصمة. وربما لم تكن الأقوى فناً أو موهبةً، لكنّها قريبة إلى الروح ووجدان جيل السبعينيات والثمانينيات.

أمّا عن حياتها الخاصة، فتزوجتْ شيرين سيف النصر ثلاث مرات انتهتْ جميعُها بالطّلاق، وبعد انفصالها الأخير توفيتْ والدتُها وهو ما تسبّبَ في انهيارها نفسياً ونتجَ عنه إصابتها بحالةٍ من الحزنِ الشّديد لقوّةِ علاقتها بوالدتِها. وكانت الأزمة قويّة للدّرجة التي دفعتها إلى الإعتزال والابتعاد عن الفن وهو ما بررتهُ بعدم قدرتها على العودة للتمثيل، وإن كانت خرجت بعد سنوات لتعلن أنّها ربما تعود يوماً للفن إذا وجدت عملاً مناسباً، لكنّ ذلك ما لم يتحقق، ليكون مسلسل "أصعب قرار" عام 2007، آخر أعمالها، فطوتْ معهُ مشوارها الفنّي، ليأتي عام 2024 ويطوي آخر صفحات مشوارها في الحياة.