بمئات المسيرات والصواريخ، وبعد منتصف الليل بتوقيت طهران، جاء الرد الايراني على العدوان الإسرائيلي الذي استهدف قنصليتها بالعاصمة السورية دمشق مطلع الشهر الحالي، إذ عبرت المسيرات والصواريخ الباليستية سماء المنطقة من العراق إلى سوريا مروراً بكل من لبنان والأردن وصولاً إلى الكيان المحتل حيث أصاب بعضها أهدافه بنجاح، فيما زعم الجيش الإسرائيلي اعتراض 99% من الطائرات المسيّرة والصواريخ.

الرد سيقابله رد

من جهته، قال القائد العام للحرس الثوري الإيراني حسين سلامي إنَّ إيران قامت بعملية محدودة ناجحة وضربت المواقع التي كانت منطلقاً لاستهداف قنصليتها في سوريا. وحذَّر إسرائيل من أنها إذا هاجمت المصالح الإيرانية في أي مكان، فإنّ إيران سترد عليه بهجوم مضاد.

في المقابل، كشف المتحدث باسم جيش العدو الإسرائيلي دانيال هغاري عن مشاركة من سماهم الحلفاء والشركاء في اعتراض الصواريخ والمسيرات الإيرانية، قائلاً: "إن إيران أطلقت أكثر من 300 صاروخ ومسيرة على إسرائيل، وإنَّ الدفاعات الجوية الإسرائيلية نجحت بالتصدي لـ99 في المئة منها".

وفوّض المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت) رئيس وزرائه بنيامين نتنياهو ووزير الحرب يوآف غالانت والوزير بيني غانتس باتخاذ قرارات الرد على الهجوم الإيراني.

ووصف غالانت التصدي للهجوم الإيراني بأنه "مثير للإعجاب"، واعترف بتسجيل أضرار طفيفة، قائلاً: "نحن يقظون ومستعدون لأي سيناريو والمواجهة لم تنته بعد وعلينا أن نظل يقظين".

تزامناً، دعا الرئيس الأميركي جو بايدن رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو إلى اعتبار ما حدث نصراً، لأن تقييم واشنطن يؤكَّد أن ردّ إيران غير ناجح، مؤكَّدا له أن واشنطن ستعارض أي هجوم إسرائيلي على إيران.

أما الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، فقال "إنَّ الهجوم الإيراني على إسرائيل يُظهر ما وصفه بالضعف الكبير للولايات المتحدة في عهد بايدن، متباهيا بأنه أكثر رئيس أميركي حارب من أجل إسرائيل فترة رئاسته .

واستهل ترامب خطابه أمام أنصاره في تجمع انتخابي حاشد في شنكسفيل بولاية بنسلفانيا مساء أمس السبت بقوله: "فليُبارك الله الإسرائيليين، إنهم يتعرضون لهجوم الآن، لأننا نظهر ضعفا كبيراً".

مليار دولار لاعتراض الصواريخ والمسيرات الإيرانية

وأفادت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية بأن تكلفة الاعتراضات الجوية في سماء "إسرائيل" الليلة الفائتة تجاوزت مليار دولار، فيما نقلت الـ"نيويورك تايمز" عن خبراء قولهم إنَّ إيران استخدمت في هجومها أسلحة أكثر تطوراً مما استخدمه حلفاؤها خلال 6 أشهر ضد إسرائيل.

وكتب المراسل الحربي في قناة الجزيرة الإنكليزية "إيران هاجمت بهدف إعادة فرض الردع دون سقف الحرب الاقليمية. كان ذلك واضحا بعدم تفعيل حلفاءها في المنطقة إلا في مساحة الدعم، إسرائيل استفادت من تحالف دولي بقيادة أميركا لاسقاط المقذوفات الإيرانية بكلفة اجمالية تخطت المليار دولار في 7 ساعات. هدف إيران كان تغطية السماء فوق نتنياهو ودولته بالصواريخ والمسيرات ونجحت في ذلك، رغم وجود عدة طبقات من أنظمة الدفاع الجوي والتصدي، أميركيا وإسرائيليا وأردنيا وفرنسيا وبريطانياً. أي موجة إضافية شبيهة بهذا الحجم في ذات الليلة لم تكن لتنتهي بذات الشكل. الآن تنتظر المنطقة النقلة الإسرائيلية، وبعدها تتضح معالم اليوم التالي".