أفاد تقرير نشرته شبكة "بي بي سي عربية"، للصحافية كيت مورغان، بأن من يعمل لحسابه الخاص ويكون رئيس نفسه، غالباً ما يراوده شعور يدفعه لقضاء المزيد من الوقت في العمل من أجل جني المزيد من المال، لكن لا بد من ثمن سيدفع حتماً"، لافتة إلى أنّه "بالنسبة لكثير من الأشخاص، هناك ميزة إيجابية كبيرة في العمل الحر(الخاص)، إذ يستطيع الفرد التحكّم في كيفية قضاء وقته. وعلى الرغم من ذلك وفي كثير من الأحيان، قد تجلب تلك الميزة شعوراً بالذنب لصاحبها، الذي يبدأ بتأنيب ضميره على كلّ لحظة فراغ وراحة لم يقضها في العمل من أجل كسب المزيد من الأموال".

وقالت مورغان: "منذ أن انتقلت للعيش في ريف ولاية بنسلفانيا عام 2015، وأنا أعمل صحافية مستقلة بدوام كامل"، مضيفة: "نعم ساعدني العمل المستقل في كسب المزيد من المال، ليس هذا وحسب فأنا أشعر بشغف كبير تجاه عملي. ومع ذلك، فإنّ العمل المستقل حوّلني إلى مدمنة عمل، بدأت أعمل في عطل نهاية الأسبوع ساعات إضافية دفعتني لإلغاء بعض المهمات الواجبة. اندفاعي - الناجم عن الشعور بالذنب - نحو الإفراط في العمل هو أمر شائع بين العاملين لحسابهم الخاص".

ونقلت عن شانون لويز، مصممة جرافيك تبلغ من العمر 35 عاماً تعمل لحسابها الخاص في ولاية نورث كارولينا الأميركية، قولها إنَّ الشعور بالذنب يكون أعمق عندما تفعل شيئاً ممتعاً بدلاً من العمل، لافتةً إلى أنها تعتقد أن "هذا الشعور يأتي عندما أفعل شيئاً من دون مبرر وجيه، مثلاً من أجل المتعة والإثارة. أنا لا أشعر بالذنب عندما أطوي الغسيل، لكن عندما أحاول ممارسة هواية ما، يبدأ ذلك الشعور بالظهور.

ولفتت إلى أن بيانات شهر آذار من العام الحالي، التي نشرها مركز بيو للأبحاث، تظهر أن العديد من العمال يفضلون العمل على أخذ قسط من الراحة، حيث أظهر الاستطلاع، الذي شمل نحو 6000 عامل أميركي، بمن فيهم نحو 5100 من غير العاملين لحسابهم الخاص، أنه وعلى الرغم من أن 62 في المئة من العمال يعتبرون إجازة العمل ميزة مهمة، فإن ما يقرب من النصف يطلبون عدد أيام إجازة أقل من الحد المسموح به.

من جانبه، أوضح الخبير المهني في موقع التوظيف "Flex Jobs" توني فرانا أنه "بالنسبة لأصحاب العمل الحر فإن هذا يشكل ضغطاً كبيراً، فغالبيتهم غير قادرين على الاعتماد على دخل ثابت أو حتى يخشون خسارة مشاريعهم لصالح منافسين محتملين، لذلك من الشائع أن يشعروا بالذنب لحظة الابتعاد عن عملهم".