رغم أنّ المشاركات الدراميّة للممثّل السّوري رامز الأسود غنيّة، لأكثر من عقدين من الزّمن، وأبرزها في أعمال البيئة الشّاميّة، لكنّهُ لم يستطع تحقيقَ النّجاح الذي يَضَعُهُ في الصّفِ الأمامي بينَ فناني جيلِهِ، مع أنهُ قدّم أعمالاً كثيرة. لكن هذا العام، اختلفَ الوضع مع "الأسود"، فقد تقدّمَ نحوَ الصّفِ الأوّل عبرَ تجسيدِهِ شخصيّة ملفتة في مسلسل "ولاد بديعة" بدور "الوفا".
استطاعَ رامز الأسود أن ينبثق من ورق يامن حجلي وعلي وجيه وعبرَ عدسة رشا شربتجي، لتقديمِ دورٍ استثنائي شبيه من حيث الصّفات والاكسسورات إلى حدٍ ما بشخصيّة "أبو عنتر" الذي جسّده الرّاحل ناجي جبر، وتحوّل لأيقونة في الدراما التلفزيونيّة. لكنّ "الوفا" في "ولاد بديعة" لديه حيّزه "المودرن"، لشابٍ دمشقي من فئة "الأحاحي"، يؤلف ويلحّن ويغني، رغم أنّهُ عديم الموهبة، إنّما يتمتع بالكاريزما المطلوبة وروح الدّعابة المعقولة، ويشتهرُ بلكنته الدمشقيّة مع التشديد على جميع الحروف أثناء الكلام.
وللوفا جمهوره الخاص، حتى أنهُ يُحيي الحفلات! ومن النّاحية العاطفيّة، يتمتعُ بقلبٍ مرهفٍ تجاهَ مَن يحب، ثمّ سرعان ما ينقلبُ على أهل حبيبته ويصفهم بـ "المقورنين" لمجرد أنهُ لم يلعب النصيب لصالحه، حينها يدخل "الوفا" في دوّامة الشّعور بالغدر من كلِّ البشر، ويحاول استعطاف الجميع.
أسماء عديدة في الدراما السّورية، منها رامز الأسود ومحمد حداقي وأحمد الأحمد وغيرهم من النجوم، يُعدون "جوكر" في الأداء المتقن حتى لو أتى ذلك على بساطِ الدّور الثّانوي، لكنّهم مبتكرون ويدركون كيفَ يحوّلون الدور الثّاني والثّالث لبطل، تماماً كما فعلَ "أبو عنتر" رفيقَ "غوّار"، لكنّهُما في الذّاكرة سيّان.