"بدّك تتزوّج زهور؟ إثبتلي إنه مانَك حشّاش"، بهذه الجملة واجهت "أم جمعة" (نادين خوري) الشّاب المعجب بابنتها "زهور" في مسلسل "ولاد بديعة" خلالَ حلقة الأمس. وتؤدّي خوري شخصيّة، تُقدَّمُ لأوّل مرة في الدراما السّوريّة، لامرأة تعيشُ في مجتمع الدّباغات وتقود "التوك توك" متنقلةً بين مكانَي عملها وسكنها، وبينهما تقولُ لابنها "خراس" معبّرةً عن جبروتها وحدّتها وصرامتها تجاه القضايا القيميّة المتعلّقة بأبنائها، وكذلك لا تسامح ولا تعفو، بل تجلس منفردةً في غرفتها "مع قهوتها والسيجارة".
تُثبتُ نادين خوري مرةً جديدةً، أنّها ممثلة من طرازٍ رفيع، تتحدّى نفسها وتخرجُ من جلدِ "المرأة التقليدية" في الدراما، لا الأُم العاطفيّة بتطرّف، ولا السّيدة التي ليسَ لديها عوالم رقيقة حتى لو كانت متسلّطة.
تَظهرُ "أم جمعة" في "ولاد بديعة" أقرب للشّارع من "دريّة خانم الجوخدار" في مسلسل "العربجي"، رغمَ التّعديلات على خطِ الشّخصيّة في جزئه الثّاني، لكن للأسف أتتْ على حساب "دريّة" فنامتْ لحلقات وغُيّبت لحلقات، وغابَ معها خطُ الصّراع الأساسي بينها وبين "أبو حمزة"، وكأنّ كل أوراقها حُرِقت وليسَ في جعبتها سوى عداوة "عبدو العربجي".
يُذكر أنّ "ولاد بديعة" كتابة يامن حجلي وعلي وجيه وإخراج رشا شربتجي، بينما "العربجي" كتابة مؤيد النابلسي وعثمان جحا وإخراج سيف السبيعي، والمفارقة أنّ نادين خوري كشفت عن رفضها في بادئ الأمر المشاركة ضمن الجزء الثّاني من "العربجي"، وقالت: "النص لم يكن كما الجزء الأول"، لكنّها عادت وانضمّتْ للعمل بعدَ وعود من المخرج بإجراء التعديلات المناسبة، فهل فعلاً أتت التّعديلات لصالح العمل عامةً ولصالح شخصية نادين خوري فيه بشكلٍ خاص؟ لا يبدو ذلك حتّى اللحظة!
نادين خوري ممثلة سوريّة مخضرمة، لديها من العمر 64 سنة، اشتهرتْ بأدوار التراجيديا مثل "الولادة من الخاصرة" و"وراء الشمس" وغيرها من الأعمال، وتُعد تجاربها الكوميديّة قليلة، على الأقل تجاه الشخصيّة التي تؤديها مثل "يوميات مدير عام" و"بطل من هذا الزمان"، فشكّلتْ ثنائيّةً في العملين مع الفنان أيمن زيدان. وتُلقّب نادين خوري "الممثلة العذراء"، نسبةً لعدم إقدامها على الزّواج، ورغمَ أنّ اللقب تنميطي للمرأة لكنّهُ يُستخدم في الإعلام والمنصّات السّوريّة!