إنّ الانتظار الذي أتى بعدهُ مسلسل "عتبات البهجة" لم يشفعْ لهُ ولم يحل دون حصولِه على حصةِ الأسد من انتقاداتِ الجمهور والنقّاد. فبعدَ عامين من الغياب، أعادَ المسلسلُ الممثلَ الكبير يحيى الفخراني إلى الشّاشةِ مجدداً، عبرَ رواية للأديب ابراهيم عبد المجيد صدرت عام 2005، وكتبَ المعالجة الدراميّة للعمل وأشرفَ عليه مدحت العدل، كما كتبَ السيناريو والحوار ورشة عمل ضمتْ أربعة كتّاب شباب، وأخرجه مجدي أبو عميرة. ورغمَ كل عناصر التنوّع، لكنّها انقلبت سلباً في المحصّلة!

حينَ تشاهد "عتبات البهجة"، كأنكَ تشاهد عملين معاً، الأوّل صدرَ عام 2005 بحواراته وقصصه، والآخر عام 2024، فحصلَ الضّياع بين المحاور. 

صلاح عبد الله وجمانة مراد ويحيى الفخراني (الكواليس)

بينما تتابع الأعمال الأخرى البارزة، تشدكَ إليها بقصص التّشويق والإثارة، بعيداً عن البحث في "وطأة الأيام" و"عتبات الحزن والفرح" والحوارات الخافتة، وإضافة إلى ذلك وقفَ إلى جانب يحيى الفخراني في المسلسل ممثلون يُشهد لهم بأدائهم الجيّد، لكنّهم غاصوا في الرتابة كجمانة مراد وصفاء الطوخي وسما ابراهيم وهنادي مهنا.

تستندُ روايةُ ابراهيم عبد المجيد إلى علاقةِ صديقين في مرحلة عمريّة متقدّمة، يقاومُ كلٌّ منهما بطريقتِهِ فكرةَ انسحاب الزّمن، باحثين عن البهجة لتخفّفَ من وطأةِ الأيام، لكنّها لا تتجاوز دائماً "العتبات"، وأضافَ المسلسل محاور وقضايا اجتماعية أخرى لم تكن موجودة في النّص الأدبي، مثل الابتزاز الذي تتعرّض له الفتيات عبر الإنترنت، وأزمة التّعليم والدروس الخصوصية، ولكنّهُ تناولها من دون التعمّق فيها، وبالتّالي صارَ العمل بين محاور متناقضة أبرزهما: الرّواية التّقليدية والبحث بالقضايا المعاصرة!