غالباً ما تتراجعُ الأجزاءُ الثّانية للمسلسلات مقارنةً بشعبيّة الجزء الأوّل، لكن كانَ في جعبةِ كاتبَي "العربجي" (عثمان جحا ومؤيد النابلسي) ما يتركانه للجزءِ الثّاني ويُحمّسان الجمهور إليه.

يُعرَضُ "العربجي 2" عبرَ قنواتٍ ومنصاتٍ عديدة، أبرزها القناة السعوديّة الرسمّية، وتُنشرُ حلقاته في "يوتيوب"، محققةً نسبة مشاهدة عالية.

استطاعَ صنّاع العربجي بقيادة المخرج سيف الدين سبيعي، أن يشوّقوا الجمهور للجزء الثّاني، بعدما انتهى الجزء الأوّل بمفاجأة "غراميّة" غير متوقّعة من خلال الكشف عن قصةِ حبٍ ناشئة بينَ "بدور" (ديمة قندلفت) و"عبدو العربجي" (باسم ياخور)، رغمَ تخاصمهما!

والمستجد أيضاً في الجزءِ الثّاني، إعطاء المشاهد تبريرات لأحداثٍ مرّتْ في الجزء الأوّل وتتعلّقُ بالعمل بشكل عام، كالحوارات التي أُضيفَت لتبرير منطق "الزرباوي" (وهو الشخص سيء التصّرف)، وكذلك فهم مسار الثأر الناشئ بين "عبدو" و"أبو حمزة"، بالإضافة إلى تبرير عدم اللجوء لحلِ التخلّص من الغريم عن طريقِ قتله، مع أنّ الفرصة كانتْ مُتاحة.

سيف الدين سبيعي

أمّا من النّاحية البصريّة، يقدّمُ سيف الدين سبيعي رؤيته الخاصّة، في عملٍ لا يمكن تصنيفه كبيئة شاميّة، كما لا يُصنّف "تاريخياً"، لكن ما بينهما يُنشئُ سبيعي فضاءَهُ الخاص من ديكور ولباس وتفاصيل خاصّة، جعلت المسلسل لا يُشبه كل ما قدِّمَ سابقاً. يتوازنُ ذلك مع اعتمادِ اللهجةِ البيضاء على صعيدِ النّص، بعيداً عن المفردات الدمشقيّة التي تُستخدم عادةً في أعمال البيئة، والتي باتَ متعارف عليها درامياً بصرف النظر عن مدى اتصالها بالواقع أم لا!

إذاً بعدَ مرور أكثر من أسبوع على السّباق الدرامي، حجزَ "العربجي 2" مكانةً متقدّمةً بين الأعمال المُتابعة، فهل يشجّع نجاحهُ لفتحِ باب "العربجي 3"؟!