يُنفذ جيش العدو الاسرائيلي اعتباراً من فجر اليوم الإثنين، عملية عسكرية في محيط وعند أطراف مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة للمرة الثانية منذ اندلاع الحرب، في 7 تشرين الأول الفائت.

وبدوره، أفاد جيش العدو بأن جنوده "يُنفّذون حالياً عمليّة دقيقة في منطقة مستشفى الشفاء"، مضيفاً أنّ "العمليّة تستند إلى معلومات تُشير إلى استخدام المستشفى من جانب مسؤولين كبار من حماس".

وأضاف: "خلال العملية التي تتم بالتعاون مع جهاز الشاباك، تعرّضت القوات لإطلاق النار من قبل "مخربين" من داخل مجمع الشفاء الطبي وقد ردت القوات على مصدر النيران"، مؤكداً مواصلة العمل "داخل منطقة مستشفى الشفاء".

شهداء وجرحى مع عدم القدرة على إنقاذ أحد

من جهتها، أعلن وزارة الصحة الفلسطينية عن "نشوب حريق عند مدخل مجمع الشفاء الطبي ما أدى إلى وقوع حالات اختناق بين النساء والأطفال النازحين داخل المستشفى"، مؤكدة "سقوط عدد من الشهداء والجرحى مع عدم القدرة على إنقاذ أحد من المصابين بسبب كثافة النيران واستهداف كل من يقترب من النوافذ في جريمة أخرى ضد المؤسسات الصحية".

وتحدّث شهود عيان لـ"فرانس برس"، عن حدوث "عمليّات جوّية" على حيّ الرمال حيث يقع المستشفى. وقال سكّان في هذا الحيّ إنّ "أكثر من 45 دبّابة وناقلة جند مدرّعة إسرائيليّة" دخلت الرمال. كما تحدّث البعض عن "معارك" في محيط المستشفى.

ودان المكتب الإعلامي الحكومي في غزّة العمليّة، قائلاً إنّ "اقتحام مجمّع الشفاء الطبّي بالدبّابات والطائرات المسيّرة والأسلحة، وإطلاق النار في داخله، هو جريمة حرب"، مضيفاً: "إنّ عشرات آلاف النازحين موجودون في أنحاء المجمّع الطبي".

الفصائل الفلسطينية: المؤسسات الصحية لم تُمارس منها أي أنشطة تتعارض مع وظيفتها

في المقابل، نفت الفصائل الفلسطينية الإثنين استخدام المستشفيات لأغراض عسكرية. وقالت في بيان "نؤكّد كذب روايات الاحتلال وادعاءاته الباطلة فالمشافي مؤسسات صحية مدنية لم تُمارس منها أي أنشطة تتعارض مع وظيفتها ومهماتها المحددة وفق القانون الدولي والإنساني".

واعتبرت أن "استهداف المشافي هو استكمال لحرب الإبادة التي يشنها الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني"، وهدفه "عدم توفير أي فرصة لنجاة الجرحى والمرضى وعلاجهم".

أقلّ من ثلث المستشفيات في قطاع غزة يعمل حالياً

يُذكر أن جيش العدو كان قد دمر أجزاء من هذا المستشفى في 15 تشرين الثاني المنصرم، وقتل العشرات من المدنيين بذريعة استخدامه من قبل حماس تارة، وبحجة وجود أنفاق تحته يختبئ بها قادة المقاومة من جهة آخرى ولكن من دون اي دليل، وبات المرفق يعمل حالياً بالحدّ الأدنى وبأقلّ عدد من الموظّفين.

وتفيد الأمم المتحدة بأن أقلّ من ثلث المستشفيات في قطاع غزة يعمل حالياً، وبشكل جزئيّ فقط، وأن 155 منشأة صحية في قطاع غزة تضرّرت منذ بدء الحرب في السابع من تشرين الأول.

وبعد مرور أكثر من 5 أشهر على بدء الحرب بين إسرائيل وحماس، تستمر حصيلة الضحايا بالارتفاع في القطاع الفلسطيني المُهدد بالمجاعة مع استشهاد 31645 شخصاً، بحسب وزارة الصحة.

ولجأ معظم النازحين بسبب الحرب، ويبلغ عددهم 1.7 مليون نسمة بحسب الأمم المتحدة، إلى مدينة رفح الواقعة على الحدود المصرية المغلقة والتي تتعرض لقصف إسرائيلي يومي، في حين أكّد رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو أمس الأحد تصميمه على اجتياح رفح التي يعتبرها آخر "معاقل" حماس.