تتكثّف المساعي الدولية بغية التوصّل إلى اتفاق "تهدئة" في غزّة قبل حلول شهر رمضان المبارك مع مطلع الأسبوع المقبل وحتّى الساعة "لا خرق" في المفاوضات التي تجري على أرض القاهرة، وهذا ما دفع بالولايات المتحدة إلى اجتراح مشروع قرار أمام مجلس الأمن الدولي يؤيّد وقف إطلاق النار لمدّة 6 أسابيع. ولأنّ الجبهة اللبنانية محكومة بأمل "التهدئة الغزاوية"، تنطلق، اليوم الخميس، تهدئة من نوع آخر مع زيارة وفد من حزب الله رئيس الجمهورية السابق ميشال عون في الرابية علَّها تنجح في إصلاح ما أفسدته الأحداث المتلاحقة في لبنان والمنطقة بين الحليفين (التيار والحزب)، أقلّه إلى حين عودة الموفد الأميركي آموس هوكستين ليفرغ ما في جعبته أمنياً ورئاسياً على الطاولة اللبنانية.

وكان "الصفا نيوز" قد أشار في افتتاحيته أول من أمس، إلى أنّ وفداً من حزب الله عازم على زيارة الرابية في القريب العاجل، على الرّغم من الأجواء الخلافية التي فرضت نفسها على العلاقة بين الطرفين، علماً أنّ أوساط التيار تعتبر أنّ المكان الذي وصل إليه حزب الله سياسياً بات بعيداً بعض الشيء وليس ممكناً الرجوع منه.

"الاعتدال الوطني" يعرض على بري نتائج مبادرته السبت المقبل 

رئاسياً، زار وفد من "تكتّل الاعتدال الوطني" رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في السراي الحكومي لاطلاعه على مجمل الأجواء التي رافقت جولاتهم من بدايتها حتّى نهايتها، على أن تلتقي الكتلة يوم السبت المقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري للتشاور معه في النتائج التي توصلت إليها.

وأعلن التكتّل من السراي الحكومي استمرار مبادرته، قائلاً: "سنكمل عملنا والرأي العام سيحكم على ما نقوم به، وإذا حصلت عرقلة لمبادرتنا فسيظهر من هو المعرقل، وإلى الآن الأبواب لا تزال مفتوحة وهناك بعض الإيجابيات التي نعمل على أساسها ونحاول تطويرها. بصراحة ليس "تكتّل الاعتدال" وحده من سيأتي برئيس للجمهورية، فالمطلوب هو التعاون بين جميع النواب والمجتمعيْن الداخلي والدولي، بالإضافة إلى جميع القوى السياسية لنكون يداً واحدة كي نصل إلى انتخاب رئيس للجمهورية".

من جهتهم، عبّر المطارنة الموارنة عن ارتياحهم المبدئي "للتحرُّك الخيِّر الذي يقوم به نوّابٌ وكتل نيّابّية وأشخاصٌ ذوو إرادة حسنة، آملين أن يعقد المجلس النيابيّ جلسات مفتوحة متتاليّة حتّى انتخابِ رئيسٍ جديد للدولة، وأن يتلاقى هذا التحرّك مع المساعي الدبلوماسية الخارجية التي تصبّ في الاتجاه نفسه".

جعجع يحمل محور الممانعة مسؤولية تعطيل البلاد وشلّها

تزامناً، حمّل رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع محور الممانعة بكلّ مكوّناته وتلاوينه مسؤولية تعطيل البلاد وشلّها، ذاكراً في بيان صدر عنه "مع كلّ مبادرة رئاسية جديدة يسقط القناع ويتأكّد بالدليل الحسّي والملموس ما تعلنه المعارضة تباعاً وتكراراً بأنّ محور الممانعة لا يريد حواراً و"لا من يحزنون"، بل كلّ ما يبتغيه من وراء الدعوات المتكرّرة للحوار، هو محاولة تفرقة صفوف الذين لا يريدون مرشّحه، من خلال السعي لإقناع البعض بمكتسبات مقابل تأييد مرشّحه الوزير السابق سليمان فرنجية".

وأضاف جعجع: "إنّ كتلة "الوفاء للمقاومة" قد بقّت البحصة: مرشّحنا الأول والأخير والنهائي هو رئيس تيار المرده ولا مجال لأيّ بحث آخر. وهكذا أسقط محور الممانعة محاولة تكتل "الاعتدال الوطني" ومحاولاتنا جميعاً لإنهاء الشغور الرئاسي"، متابعاً: "الحلّ الوحيد، أمس واليوم, يكمن في دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري، انطلاقاً من واجباته الدستورية, إلى جلسة انتخابات رئاسية بدورات متتالية حتّى انتخاب رئيس جديد للبلاد".

التيار منفتح إلى أقصى الحدود للتشاور وللتحاور

واعتبر المجلس السياسي في التيار الوطني الحر اعتبر بعد اجتماعه الدوري "أنّ ترجمة الفصل بين الاستحقاق الرئاسي وحرب غزّة تكون في الإسراع في انتخاب رئيس توافقي إصلاحي يعكس بشخصه الشراكة المتوازنة ويحظى بدعم وازن من الكتل النيابية، أمّا عكس ذلك فيطرح علامات استفهام حول وجود نيّات فعليّة للبعض بضرب الشراكة وعدم الاستعجال بانتخاب رئيس للجمهورية وحكم البلاد من دونه، وبالتالي إقصاء المسيحيين عن الحكم".

وأضاف المجلس في بيانه: "التيار المنفتح إلى أقصى الحدود للتشاور والتحاور في استحقاق رئاسة الجمهورية يرفض إلى الحد الأقصى ممارسات الحكومة المبتورة بضرب الميثاق والدستور والشراكة المتكافئة من خلال الاعتداء على صلاحيات رئيس الجمهورية وعلى صلاحيات الوزراء إفرادياً ومجلس الوزراء مجتمعاً وموقعه في ظل الفراغ الرئاسي"، محذّراً من أنّ "التمادي في كسر الشراكة الوطنية قد تنتج منه ردّات فعلٍ ليست في مصلحة وحدة اللبنانيين". 

الميدان على حاله 

ميدانياً، شنَّ طيران العدو الاسرائيلي بعد ظهر أمس، غارة على دفعتين، مستهدفاً أطراف بلدتي كفرا وياطر، ملقياً صاروخين لم ينفجرا. وتعرّضت أطراف بلدة الفرديس- قضاء حاصبيا لقصف مدفعي إسرائيلي.

كذلك قصف الطيران الحربي المعادي منزلاً بالصواريخ كان قد استُهدف أكثر من مرة بقذائف الدبابات في أطراف بلدة طير حرفا، بعد غارة استهدفت منزلاً في بلدة الضهيرة، في حين اطلقت طائرة مسيرة صاروخاً باتجاه بلدة مروحين.

في المقابل، استهدفت المقاومة مواقع، رويسات العلم في تلال كفرشوبا وزبدين في مزارع شبعا اللبنانية المحتلّة بالأسلحة الصاروخية وأصابوه إصابة مباشرة، كما شنّت هجوماً جوياً بمسيّرة انقضاضية على موقع المطلّة وأصابت هدفها بدقة.