قبل غروب شمس أمس الإثنين، أدخلت إسرائيل نفسها ولبنان في فصلٍ جديدٍ من فصول المواجهة الممتدة منذ الـ8 من تشرين الأول الفائت. نعم إنّها الحرب لمن تخالجه الشكوك حتّى اللحظة، وميدانها بات "الغازية - صيدا" التي تبعد نحو 60 كلم من الحدود الجنوبية – الفلسطينية المحتلة، و"مستودعات الأسلحة" التي لهث متحدثو جيش العدو للإعلان عن استهدافها تبيّن أنها مستودعات زيوت وأحجار ومشغل لتجميع المولّدات كهربائية، ولا تمّت إلى المقاومة بصلة.

ووفق القاعدة التي وضعها الأمين العام لحزب الله نهاية الأسبوع الفائت "الدم بالدم"، والتي تجلّى تنفيذها مساء الأحد، بعمليات مكثّفة للمقاومة استهدفت عدداً ليس بقليل من تجمّعات لجنود العدو وحققت إصابات مباشرة بحسب بيان "العلاقات الإعلامية" في حزب الله. فمن المرجّح أن ترد المقاومة على قصف الأمس على قاعدة "العمق - بالعمق" الجغرافي والبادئ أشدّ ظلماً ومكراً، في حين يبقى ذلك كلّه رهن الساعات أو الأيام القليلة المقبلة.

الخماسية تبحث عن خيار رئاسي لا اسماً محدداً

أمّا رئاسياً، فيفتح لبنان اليوم صفحة جديدة من كتاب الفراغ القديم، علَّه يُجيد فكّ الحرف الرئاسي، إذ يجتمع سفراء اللجنة الخماسية بعد الظهر بنصاب مكتمل في مقر السفارة الفرنسية في قصر الصنوبر، على أمل ملاقاتهم من قبل الموفد الفرنسي جان ايف لودريان الذي لم يحدّد موعد هبوط طائرته على الأراضي اللبنانية بعد، إلّا أن زيارته، وفق مصادر متابعة، قد تسبق شهر رمضان المبارك. ويعول عليها أن تكون غير سابقاتها من حيث تحديد معايير ومواصفات الرئيس بعدما استكمل لودريان مشاوراته بجولة مصرية خليجية على أن يلتقي الاميركيين لاحقاً، في ظلّ قنوات إيرانية - فرنسية مفتوحة.

وبحثاً عن خيار رئاسي ثالث لا يحمل اِسماً محدداً، وبعناوين عريضة كالتشاور أو الحوار قبل الذهاب إلى الجلسات المفتوحة، تبقى العبرة في صدق النيات والخواتيم، وأيّ رئيس سيقود البلاد في ظلّ الحرب أو ما بعدها؟ وهنا بيت القصيد.

وبالعودة إلى الميدان، أظهرت مقاطع فيديو متداولة حجماً هائلاً من الدمار الذي خلّفته الغارتان الحربيتان اللتان نفذتهما المقاتلات الإسرائيلية على محيط بلدة الغازية حيث استهدفت نقطة تجمّع لمعامل ومستودعات زيوت وباطون وصناعة مولدات كهربائية في المنطقة الصناعية في البلدة. وأوقعت الغارتان 14 جريحاً معظمهم من العمّال السوريين والفلسطينيين.

وكتب الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي في منشور على حسابه عبر منصة "إكس": "استهدفنا مستودعات أسلحة لحزب الله قرب صيدا ردّاً على انفجار قطعة جوية معادية عثرنا على حطامها قرب منطقة طبريا بعد ظهر اليوم".

وأضاف "سنواصل العمل بقوّة ردّاً على اعتداءات حزب الله".

كذلك، زعم المتحدث الثاني باسم جيش العدو دانيال هاغاري أنّ الهجوم على الغازية جاء رداً على هجوم بالمسيرة على طبريا، لافتاً إلى أنّ إسرائيل ستواصل العمل بقوّة رداً على اعتداءات حزب الله.

وفي وقت سابق من أمس الإثنين، أفادت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" بأنّ طائرة من دون طيار أو مقذوف من نوع آخر ضرب منطقة مفتوحة في جوار بلدة أربيل في الجليل الأسفل، بالقرب من بحيرة طبريا.

الخارجية: على الدول الراغبة بإعادة الاستقرار والهدوء إلى الجنوب إدانة الاعتداءات الاسرائيلية

في سياق متصل، دعت وزارة الخارجية والمغتربين جميع الدول الراغبة في إعادة الاستقرار والهدوء إلى الجنوب اللبناني إلى إدانة الاعتداءات الاسرائيلية المستمرة والمتمادية على لبنان، وآخرها الاعتداء الإسرائيلي الذي حصل الاثنين في بلدة الغازية جنوب لبنان.

كذلك طالبت الوزارة المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لوقف محاولاتها الاستفزازية لتوسعة دائرة الحرب، واستدراج لبنان إلى حرب يسعى جاهداً إلى منع حصولها لأنّها تهدّد أمن لبنان والمنطقة واستقرارهما، ولن ينتج منها سوى الويلات والخراب.

"الدستوري" يعلّق مفعول 5 مواد من موازنة 2024

على خطّ آخر، علَّق المجلس الدستوري، أمس الإثنين، مفعول المواد 94/93/72/45/36/ من قانون الموازنة العامة لسنة 2024 إلى حين البتّ بالمراجعة، بعد أن تقدم عدد من النواب في كتلة "الجمهورية القوية" بالطعن بقانون الموازنة لأسباب عدّة، أبرزها "غياب قطع الحساب وفرسان الموازنة".

على أن يصدر المجلس قراره النهائي في مدة أقصاها شهر من تاريخ تقديم الطعن.

انهيار مبنى سكني في منطقة الشويفات

وكأن ما جرى جنوباً من غارات لم يكن كافياً ليثير الخوف والقلق، إذ انشغل اللبنانيون ليلاً بمتابعة أخبار انهيار مبنى سكني في محلّة العمروسية في منطقة الشويفات جنوب شرقي العاصمة بيروت، أسفر عن مقتل 5 اشخاص وإصابة آخرين بجراح، وحتى ساعة متقدمة من الليل كانت فرق الدفاع المدني والصليب الأحمر تواصل انتشال العالقين تحت الأنقاض.

وسبق انهيار هذا المبنى انهيار مبنى آخر قبل نحو أسبوعين بسبب الأحوال الجوية.