السيد نصرالله في ذكرى القادة الشهداء: ثقافة مقاومتنا ثقافة عزة وحياة وليست ثقافة موت.

لا ترسيم حدود جديدة تريد التوقيع... لماذا تعطل انتخاب رئيس الجمهورية قبل حرب غزة؟

 ليس لدينا ما يطلق عليه "مفاوضات ترسيم حدود" الحدود البرية مرسّمة والبعض ما يزال يخطئ بين الحدود البحرية والبرية.

كم من مرة دعا الرئيس بري إلى حوار والبعض رفض وهذا حصل ما قبل حرب غزة.

موضوع السلاح هو موضوع آخر... وأي نتائج ستصدر عن الجبهة ستكون بشرى نصر وموضوع الرئاسة داخلي يقوم على توافق سياسي.

هذا السلاح فقط من أجل حماية اللبنانيين كلّ اللبنانيين.

هذا السلاح ليس لتغيير وقائع سياسية في لبنان ولا النظام السياسي ولا الدستور اللبناني بل لحماية لبنان وشعب لبنان.

لا نعمل على مبدأ تهديد أحد هذا ليس من ثقافتنا وما قمنا به في 7 أيار كان من أجل سلاح المقاومة فقط لا غير وكان مطلبنا التراجع عن القرار.

هل فرضنا في أيّ يوم من الأيام خيارات سياسية على اللبنانيين؟

لم نقل يوماً أننا سنفرض رئيساً للجمهورية على ضوء ما يحصل جنوباً ولا نريد تغيير النظام السياسي اللبناني (لا مثالثة ولا غيرها) المقاومة خارج كل هذه الحسابات.

نحن لا نتدخّل بما يجري بالمفاوضات حول غزة ونقول للجميع "أنتم أصحاب القرار وأعلم بمصلحتكم ونحن إلى جانبكم بالمطلق".

طريق تحقيق النصر هو صمود المقاومة وأهل المقاومة وهي لا تقاتل قتال منع بل الحاق أكبر قدر من الخسائر بالعدو.

يجب أن تخرج غزّة منتصرة في هذه الحرب.

يجب أن نضع هدفاً بأن تنتهي هذه المعركة بهزيمة العدو من خلال منعه من تحقيق أهداف ينوي تحقيقها.

يجب أن نتمسك بخيار المقاومة التاريخي المنتج المجدي وليس الذهاب الى خيارات مضمونها ذل وهوان وضعف.

"اذا في بلد متل لبنان لديه مقاومة" فيجب أن يتوافر الوعي الشعبي حول التمسك بالمقاومة وبسلاح المقاومة.

المقاومة أوجدت ميزان ردع وحماية وهذا يعترف به قادة العدو وصورة الجيش الإسرائيلي تبدلت وتغيرت.

نطالب بأن يصبح الجيش اللبناني جيشاً قوياً مقتدراً، فمن يمنع أن يكون لدى الجيش اللبناني قوة وصواريخ تحمي لبنان؟ أميركا تريد جيشاً محتاجاً دائماً.

- نؤكّد على خيار المقاومة الشعبية وهذا مستمر ويثبت جدواه.

المشروع الإسرائيلي الحقيقي هو دولة من البحر إلى النهر وهذا ما يجعل مصر والأردن ولبنان في خطر.

طوفان الأقصى أوقف هذه المهزلة وفضح العدو وجعله يدفع ثمناً باهظاً وخطيراً.

المخطط الإسرائيلي كان يهدف إلى تهجير أهل الضفة إلى الاردن وغزة إلى مصر وعرب الـ 48 إلى لبنان. وهنا أتوجه إلى الخائفين على التغيير الديموغرافي علّه يسمع.

ما كشفه طوفان الأقصى وبشكل واضح أنّ الهدف الإسرائيلي هو تهجير الفلسطينيين من غزة والضفة وحتّى أرض الـ1948.

الهدف الأميركي واضح وإسرائيل صنيعة أميركا في منطقتنا.

إنّ الذي يصرّ على هدف القضاء على حماس هي أميركا أكثر من إسرائيل وفي أواخر حرب تموز 2006 تعب الإسرائيلي ولكن الأميركي كان دائماً يطالبه بالاستمرار بالحرب.

- أميركا حتّى اليوم لا تقول أنّها مع وقف اطلاق النار والحرب في غزّة.

كلّ ما لدى إسرائيل من صواريخ وذخيرة نفذ واليوم إذا قررت الإدارة الأميركية التوقف عن مدّ إسرائيل بالسلاح فوراً تتوقف الحرب.

الأحداث الأخيرة يجب أن تزيدنا قناعة بما نقوم به وأكبر ظاهرة نفاق هي السياسة الأميركية حيال غزّة.

- حماس تعرّضت إلى أكبر عملية تشويه يمكن أن تتعرض لها حركة مقاومة في المنطقة.

مسؤوليتنا اليوم جميعاً أن ننطق بالحق حيال التزوير الإسرائيلي التاريخي، وفي ذلك عبرة أنّ مجرد اتهام اسرائيل لحماس حكم العالم على حماس من دون تدقيق أو تحقيق.

- إذا فتح التحقيق اليوم حول ما حصل في 7 تشرين الأول ستنهار كلّ القواعد الأخلاقية التي يدّعيها العدو.

لم يستطع الإسرائيلي أن يظهر طفلاً واحداً مذبوحاً أو فتاة اغتصبت، ومن قتل في المستوطنات وحرق غالبيتهم قتلوا بنيران العدو الاسرائيلي.

كلّ الحملة الإعلامية التي رافقت طوفان الأقصى حاولت تشويه صورة المقاومة وحماس تحديداً، وباتت بعض الدول تبحث عن مبرر اخلاقي للقضاء على حماس.

نقطة قوة المقاومة كانت قوة التبيين ومن جملة المسؤوليات الملقاة على عاتقنا وعلى عاتق كلّ أحرار العالم هو تبيان الحقائق وما حصل من 7 تشرين إلى اليوم تزوير هائل.

ما فعله أهل غزّة يعجز 2 مليار مسلم والعالم عن فعله اليوم.

كيف يمكن لأكثر من 54 دولة إسلامية نصفها عربية وقرابة الـ2 مليار مسلم... أليس من الذلّ والهوان أن تعجز عن إدخال الطعام والغذاء إلى غزة وأهلها؟

كلفة المقاومة جعلت الاحتلال دائماً يعيش تهديد خطر الوجود وذروة التهديد تمثّل في طوفان الاقصى وهذه الجزائر وتضحياتها بملايين الشهداء شاهد على ذلك.

لو استسلم الشعب الفلسطيني منذ 75 عاماً لكان اليوم أهل غزة خارج غزة وخارج الضفة.

الاستسلام كان يعني أن تنهب خيرات هذا البلد وثمنه خطير يرتبط بالوجود.

ماذا كان يعني الاستسلام في لبنان عام 1982 كان يعني تهجير اهل الجنوب واقامة المستعمرات في قرى الحدود وأن ّسفيراً صهيونياً يدير البلد.

- نحن أمام خيارين لا ثالث لهما اما المقاومة واما الاستسلام وأيّهما أقلّ ثمناً؟ أثمان الاستسلام كبيرة وخطيرة جداً ومصيرية جداً.

علينا مواصلة العمل وعدم التوقّف والأمر يتجاوز الإشادة بما تقدّمه القيادة اليمنية.

منذ اللحظات الأولى اتخذت القيادة اليمنية قراراً بالإصرار على الهدف واستمرار قصف السفن الإسرائيلية والأخرى المتوجهة إلى شواطئ فلسطين المحتلة.

يبدو أنّ وزير الحرب الاسرائيلي نسي أنّ المقاومة تملك من الصواريخ الدقيقة والذكية ما يجعل يدها تطال من كريات شمونة إلى إيلات.

على الأميركيين والإسرائيليين أن يعلموا أنّهم في فلسطين أمام شعب لن يتراجع.

التضحية، الثبات، الوعي والبصيرة هي عناوين المعركة الحالية كما المعارك السابقة.

سيرى العدو والصديق أنّ هذه الدماء سيكون ثمنها دماء وليس مواقع وآليات وأجهزة تجسس، وليعلم العدو أنّه لن يستطيع بعد ذلك المسّ بالمدنيين.

نساؤنا وأطفالنا الذين قتلوا في الصوانة والنبطية والقرى الحدودية سيدفع العدو ثمن دماءهم دماءً ونترك الأمور للميدان.

أمس قصفنا كريات شمونة بعشرات صواريخ الفلق والكاتيوشا ومنذ البداية قلنا هذا رداً أولياً.

الرد على المجازر سينعكس تصعيداً واستمراراً وتوسعاً في العمل على الجبهة وعلى العدو أن يتوقع وينتظر ذلك.

هذه الجبهة متواصلة منذ أكثر من 130 يومأً وأصوات مستوطني الشمال ترتفع يوماً بعد يوم.

هدف العدو من خلال قتل المدنيين الضغط على المقاومة لتتوقف عن إسناد غزّة.

دائماً ما كنا نقول أنّنا لا نحتمل موضوع المسّ بالمدنيين والعدو ذهب في استهداف المدنيين بعيداً.

عندما يصل الأمر لاستهداف المدنيين فللموضوع حساسية خاصة وهو ليس بجديد.

سقوط الصواريخ في المناطق المفتوحة لا يعني أنّ المناطق خالية إنّما بعض عناصر العدو يتمركزون في تلك المناطق.

للمعركة المستمرة والمفتوحة حساباتها القائمة، كلّ منا ينال من الآخر حيث يستطيع.

- نحن في معركة حقيقية ومن الطبيعي أن يسقط لنا شهداء من المقاتلين اثر المواجهات.

- المجازر الأخيرة بحق المدنيين كانت متعمدة، ولو كان يريد استهداف المقاومين لاستطاع.

- العدو الذي يظنّ أنّه بقتله أو إخفائه لقادتنا كما حصل مع الإمام الصدر وهدمه للمنازل، يدفعنا للشعور بالضعف أو التخلي عن المسؤولية فهو مخطئ.

- شهادة القادة عنوان عريض من عناوين التضحية والبذل والعطاء، وهذه المقاومة من صفاتها أن قادتها تقدموا ليكونوا شهداء.

- اليوم نحن أكثر يقيناً بالنصر الآتي.