على بعد آلاف الأميال من وطنه الأم لبنان اختار امبراطور الصناعة اسكندر صفا أن يغفو للمرّة الأخيرة، تاركاً خلفه إرثاً وأثراً كبيرين لن تطويهما السنوات بل سيخصص لهما التاريخ مساحة على متن صفحاته عن لبناني حلم وعمل فوصل إلى العالمية.

في كنيسة سيدة لبنان في ماندليو، التي شيّدها قبل سنوات، حُمل صفا على أكتاف نجليه وعدد من المقرّبين، فيما غصّت باحة الكنيسة بالمعزّين من شتى بقاع الأرض، وقد بدت ملامح الحزن واضحة على الجميع من دون استثناء فلكلّ منهم حكايته مع "الامبراطور" مهما كان بعيداً أو قريباً منه. 

وفي نهاية وداع المهندس إسكندر صفا وعد ابنه اكرم بمواصلة المسيرة قائلاً: "لم يترك أبي إرثاً من خلال ما أنجزه فقط بل ترك خطة للمستقبل تساعدنا على تحقيق رؤيته وأحلامه. هذه الرؤية والأحلام أصبحت اليوم في أيدينا، وسأسعى جاهداً مع شقيقي وعمّي أكرم إلى تحقيق هذه الأهداف بالحماية والشغف نفسيهما."

أضاف: "كان والدي يقول لي إنّ في الحياة نوعين من الناس يوجد الذين يفعلون والذين يتفرّجون على الآخرين ينجزون. وأنا اخترت أن أكون من النوع الأول."

وتحدث ايضا ابنه الثاني اليهاندرو وكانت كلمته عاطفية الطابع شارك فيها الحاضرين بعضا من "خبريات" والده منذ أيام الدراسة وفي أثناء مسيرته المهنية كما رواها له وكيف كان وسط مشاغله ومشاريعه المتعدّدة يجد الوقت الكافي لعائلته .

نعزّي أسرة السيد صفا الصغيرة أولاً وأنفسنا كأسرة الصفا نيوز ثانياً ألهمنا الله وإياهم الصبر والسلوان. 

وترأس القدّاس المدبّر الرسولي لابرشية فرنسا المارونية في باريس المطران بيتر كرم وعاونه الأب جان مارون قويق.

وأبّن المطران كرم الفقيد الراحل قائلاً: "نجتمع هنا اليوم لأنّ حياة كلّ منّا الموجودين هنا تأثرت بحياة اسكندر صفا وكلّما طالت معرفتكم به تيقنتم أكثر من أنّه رجل عظيم مخلص لأصدقائه مؤمن بالرب متكرّس لعائلته وجاهز لمساعدة المحتاجين. كان رجلاً طيباً ورجلاً كبيراً".

وشهد القداس حضوراً رسمياً فرنسياً، إماراتياً ولبنانياً، وقد حضر وزير النقل والاشغال العامة علي حمية ممثلاً رئيس الحكومة نجيب ميقاتي.