افتتحت محكمة العدل الدولية في لاهاي يومها الثاني من جلسات الاستماع في الدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل لارتكابها جرائم إبادة جماعية بحقّ الفلسطينيين في قطاع غزة، وتطالب فيها بوقف فوري للحرب التي تشنّها إسرائيل على القطاع منذ 98 يوماً والتي خلّفت وفق حصيلة أخيرة ما يزيد عن 23,469 شهيداً وأكثر من 59,604 جريحاً، معظمهم من النساء والأطفال.

من جهته، وصف الإسرائيلي، اليوم الجمعة، أمام محكمة العدل الدولية الاتهامات الموجهة ضده بارتكاب "أعمال إبادة" في قطاع غزة بأنّه "تشويه للحقائق" ولا يعكس واقع النزاع في قطاع غزة.

وقال كبير المحامين المدافعين عن إسرائيل في المحكمة، تال بيكر إنَّ جنوب إفريقيا "قدّمت إلى المحكمة للأسف حقائق وصورة سردية وقانونية مشوّهة بشكل عميق"، مضيفاً: "كامل حججها يستند إلى وصف يتعمّد إخراج الأمور من سياقها والتلاعب بحقيقة الأعمال القتالية الحالية".

ورأى أنّ إسرائيل "لا تسعى لتدمير الشعب الفلسطيني"، معتبراً أنّ "ما تسعى إليه إسرائيل من خلال عملياتها في غزة ليس تدمير الشعب بل حماية شعب، شعبها الذي يواجه هجمات على جبهات عدة".

ورفعت جنوب إفريقيا الشهر الفائت شكوى إلى محكمة العدل الدولية ومقرها في لاهاي، وقالت فيها إنَّ إسرائيل تنتهك اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها الموقعة العام 1948 إثر محرقة اليهود خلال الحرب العالمية الثانية.

وتتمنّى جنوب إفريقيا أن تفرض محكمة العدل "إجراءات مؤقّتة"، وهي أوامر قضائية عاجلة تطبّق فيما تنظر في جوهر القضية الأمر الذي قد يستغرق سنوات.

وتريد بريتوريا أن يأمر قضاة المحكمة إسرائيل بالوقف "الفوري" لحملتها العسكرية على قطاع غزة.

من جهته، قال رئيس وزراء العدو بنيامين نتانياهو قبل الجلسات: "لا يا جنوب إفريقيا ليس نحن من بادر إلى ارتكاب إبادة بل حماس. سنواصل حربنا الدفاعية التي لا غبار على عدالتها وأخلاقيتها".

وعلى صعيد التدابير العاجلة التي تطلبها جنوب إفريقيا، قد تتخذ المحكمة قراراً في غضون أسابيع قليلة. وقرارات المحكمة مبرمة وملزمة قانوناً لكنها لا تملك سلطة تطبيقها. وسبق أن أمرت روسيا بوقف غزوها لأوكرانيا من دون أي مفعول.

لهذا السبب تملك جنوب أفريقيا حق ملاحقة إسرائيل

وتملك جنوب إفريقيا حق ملاحقة إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية إذ أنّ البلدين وقعا اتفاقية منع الإبادة، حيث قال وزير العدل الجنوب إفريقي رونالد لامولا أمس الخميس أمام القضاة: "إنَّ إسرائيل "تجاوزت الخطوط" وانتهكت الاتفاقية مؤكداً "لا يمكن لأيّ هجوم مسلّح على أراضي دولة مهما كانت خطورته أن يقدّم أي تبرير لانتهاكات الاتفاقية".

وقالت عادلة هاشم المحامية من وفد جنوب إفريقيا إلى المحكمة "لا يتمّ الإعلان مسبقاً عن الإبادات، لكن أمام هذه المحكمة أدلّة تم جمعها خلال الأسابيع الـ13 الفائتة تُظهر من دون أدنى شك نمطاً من السلوك والنوايا التي تبرّر الادعاء المعقول بارتكاب أعمال إبادة".

ويدعم المؤتمر الوطني الإفريقي الحزب الحاكم في جنوب إفريقيا القضية الفلسطينية منذ فترة طويلة، إذ غالباً ما يربط هذه القضية بنضاله ضد نظام الفصل العنصري. وانقطعت العلاقات الدبلوماسية بين بريتوريا والدولة العبرية بسبب ذلك.

ورأت المحامية الجنوب إفريقية بلين ني غراليه أمام المحكمة اأنَّ القضاء الدولي على المحكّ أيضاً في إطار هذه القضية، وقالت "يعتبر البعض أنّ سمعة القانون الدولي وقدرته وإرادته على حماية كلّ الشعوب بالتساوي هي على المحكّ أيضاً".

تزامناً، أشعل الناشطون العرب مواقع التواصل الاجتماعي التي تثني على ما قامت به دولة جنوب أفريقيا وقد جاء تعبيرهم عن الموقع على الشكل الآتي: 








 ويعتبر مانديلا من أكبر وأشهر السياسيين المناضلين حول العالم حيث كان مناهضاً لنظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا. شغل منصب رئيس جنوب أفريقيا 1994-1999. وكان أول رئيس من أصحاب البشرة السمراء فى جنوب أفريقيا، كما كانت له مواقف مشرّفة من القضية الفلسطينية وحركات المقاومة حول العالم.