تتصدرُ أغنيات ريم السواس وسارة زكريا ووديع الشيخ قائمة الأغنيات الأكثر استماعاً في لبنان عبر موقع "يوتيوب"، الذي يُعدّ مرجعاً موسيقياً أساسياً، وذلك إلى جانب فنّانين آخرين مثل مهند زعيتر وقصي العلي ومحفوض الماهر، فيما يغيب عن القائمة الفنانون الكلاسيكيون. تُظهر القائمة "المتصدّرة" الإقبال على الأغنيات التي تنتمي للفنّ الشعبي ذات الإيقاع الصّاخب لأجواء السّهرات الليلية والأغنيات التي تُعتمد في السّيارات لفئة الشّباب. 

لا يمكن تجاهل هذه القائمة، ولا خرق كلاسيكي فيها سوى لتامر حسني في المرتبة الثانية، بأغنيته الجديدة "ما وحشتكيش"، ما يعني أنّ اللون الغنائي للسواس وزكريا والشيخ وزعيتر ومَن ينتمون لفئتهم، يلقى رواجاً كبيراً، ويتزامنُ ذلك مع الإقبال على حفلاتهم، فهم يشاركون النّجوم المعروفين في جولاتِ دول الاغتراب وتكون أحجام صورهم متشابهة مع صورهم، أي أنّ الحضور ليسَ فقط عبر مواقع التواصل الاجتماعي بل في الحفلات أيضاً، ويُضافُ إليه الحضور الإعلامي في البرامج، فتتم استضافتهم كفنّانين "فرضوا حضورهم"!

لبنان... سوريا... مصر

الأمرُ يستوقفُ المتابع، ويتشابه مع الإقبال على الأغنيات الشّعبيّة "الساحلية" في سوريا و"أغنيات المهرجانات" في مصر، لكنّ الفارق بين تجربتي مصر وسوريا مقارنةً بتجربة لبنان، أنّ هناك نقابات فنية فاعلة تتابع موضوع تراخيص الحفلات وترصدُ كلمات الأغنيات كي لا تحتوي على مصطلحات نابية... أمّا في لبنان فلا "ضوابط" تُذكر!

فهل هو مزاج لفئة لا يُستهان بها من المستمعين أو تعويم للونٍ يعكسُ أوضاعاً سيئة فكرياً وثقافياً؟ وهل السّاحة الفنيّة تتسع للجميع كما هي دوماً والجمهور هوَ مَن يختار؟ أمّا السؤال الأبرز: هل باتَ الجمهور يحتاجُ لجرعةِ "طبلٍ وزمرٍ" تُنسيه همومَه ومشاكله الاجتماعية والاقتصاديّة؟