يحلّ المبعوث الرئاسي الأميركي آموس هوكستين ضيفاً على "إسرائيل" هذا الأسبوع سعياً لتجنيبها الحرب مع لبنان وفق ما أفادت صحيفة هآرتس العبرية، بالتزامن مع تناقل الصحف اللبنانية منذ أيام للخبر نفسه، حتّى راح البعض إلى ما هو أبعد من ذلك للقول إنَّ ما في جعبة هوكستين هذه المرة "الـ1701 مقابل الرئاسة اللبنانية" لـ"حزب الله" ومن يدور في فلكه سياسياً، ما استدعى نفياً حاسماً من رئيس المجلس النيابي نبيه بري.

ومن المقرّر أن يزور هوكستين لاحقاً لبنان للبحث مبدئياً في القضايا التي وفد من أجلها سابقاً والمقتصرة على ترسيم الحدود البريّة بين لبنان وإسرائيل بعدما نجح في إنجاز ملفّ الترسيم البحري قبل سنوات.

إلى ذلك، أعلنت طهران الحداد، اليوم، في سائر أنحاء إيران إثر سقوط نحو 103 قتلى و141 جريحاً في حادثة الانفجارين الإرهابيين اللذين وقعا قرب مرقد القائد السابق لفيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في محافظة كرمان جنوب إيران.

نصرالله: الجريمة كبيرة وخطيرة ولا يمكن السكوت عليها

من جهته، أكّد الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله أنّ الاعتداء الإسرائيلي الأخير على الضاحية الجنوبية لبيروت، والذي استهدف قادة حماس أمس الأول، خطير جداً ولن يمرّ من دون عقاب، لافتاً إلى أنّ "الجريمة كبيرة وخطيرة ولا يمكن السكوت عليها والأمر لا يحتاج للكثير من الكلام، بيننا وبينكم الميدان والأيام والليالي".

وقال السيد نصرالله خلال الاحتفال بالذكرى الرابعة لاغتيال قائد "فيلق القدس" السابق قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي ابو مهدي المهندس: "حركات المقاومة قامت بخطوات مهمّة باستهداف الكيان الصهيوني والقواعد الأميركية، لكن كانت الخطوة النوعية والتحدّي في البحر الأحمر، خطوة شجاعة وعظيمة ومؤثّرة الى أبعد الحدود".

وأضاف: "ما حصل في غزّة أثبت أنّ النظام الدولي والمؤسسات الدولية والمجتمع الدولي ليس قادراً على حماية أيّ شعب، وهذا عبرة لنا جميعاً. هذه التجربة تقول إن كنت ضعيفاً لا يعترف بك العالم ولا يدافع عنك ولا يبكي عليك. الذي يحميك هو قوّتك وشجاعتك وقبضاتك وسلاحك وصواريخك وحضورك في الميدان، فإن كنت قوياً تفرض احترامك على العالم. لو سقطت غزّة في الأيام الأولى من الحرب لكان انتهى كلّ شيء"، مشيراً الى أنّ "الولايات المتحدة الأميركية هي التي تمنع وقف الحرب في غزّة والفلسطينيون يقتلون بالأسلحة والصواريخ الأميركية".

وشدّد نصرالله على أنّ "مسارعة المقاومة في لبنان إلى فتح الجبهة أفقد إسرائيل عنصر المفاجأة، فتحنا الجبهة في جنوب لبنان إسناداً لأهلنا في غزّة وتخفيفاً عنهم، والذي منع إسرائيل من شنّ العدوان على لبنان هو قوّة لبنان ومقاومة لبنان، وأهمّ رسالة أرسلتها المقاومة عندما فتحت الجبهة أنّها مقاومة جريئة لا تخاف من أحد وليست مردوعة".

وختم نصرالله: "نحن حتّى الآن نقاتل في الجبهة بحسابات مضبوطة ولهذا السبب ندفع ثمناً غاليا، ولكن إذا فكّر العدو بشنّ حرب على لبنان، فعندها سيكون قتالنا من دون سقوف وضوابط".

من جهتها، صعّدت المقاومة أمس من وتيرة أعمالها العسكرية جنوباً، فاستهدفت أكثر من تجمّع لجنود العدوّ الإسرائيلي خلف موقع جلّ العلام، وموقع بياض - بليدا، ومحيط ثكنة دوفيف، ومحيط موقع رويسات العلم، ومحيط ثكنة زبدين وموقع رويسات العلم في مزارع شبعا المحتلّة، بالإضافة إلى محيط موقع المالكية بالصواريخ والأسلحة المناسبة وحققت فيها كلّها إصابات مباشرة، وفق بيان العلاقات الإعلامية للمقاومة.

في المقابل، بقي العدو الإسرائيلي على الوتيرة نفسها من الهمجية المعتمدة في قصف القرى الحدودية والأحياء السكنية فاستهدفت طائراته المسيّرة منزلاً في بلدة عيتا الشعب، كما نفذ عدداً من الغارات على تلّة الراهب، واللبونة، وأطراف الناقورة، والأحراج بين رميش وعيتا الشعب.

ونعت المقاومة أمس عباس حسين ظاهر من بلدة كفر رمان، وحسن علي دقيق من بلدة مركبا، وعباس حسن جمول من بلدة دير الزهراني، ومحمد هادي مالك عبيد من مدينة بعلبك.

اتصالات ديبلوماسية احتجاجاً على العدوان الإسرائيلي على الضاحية

في غضون ذلك، أجرى مندوب لبنان لدى الأمم المتحدة في نيويورك هادي هاشم والقائم بأعمال سفارة لبنان في واشنطن وائل هاشم والقائم في أعمال سفارة لبنان في باريس، بناء على توجيهات وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بو حبيب، "اتصالات ديبلوماسية في الدول المعتمدين لديها للتعبير عن احتجاج لبنان الشديد على العدوان الإسرائيلي على حيّ سكني في الضاحية الجنوبية من العاصمة بيروت، ولحثّ الأطراف المعنيّة على ممارسة الضغوط اللازمة على إسرائيل لوقف اعتداءاتها وخروقها المستمرّة والمتصاعدة على السيادة اللبنانية والقرار 1701".

على خطّ آخر، أقرّت لجنة المال والموازنة، مساء أمس، موازنة وزارات المال والهيئات والمؤسسات التابعة لها والاتصالات والصناعة والهيئة الوطنية لمكافحة الفساد والهيئة الوطنية لحقوق الإنسان والتفتيش المركزي والهيئة العليا للاغاثة.