عام كامل مضى على إطلاق موقع الصفا نيوز. تغيرت أمور كثيرة ووقعت أحداث أكثر. وجهدنا واجتهدنا لكي نبقى على وعدنا لقرائنا بأن نقدّم أكثر من خبر بأكثر من صيغة أو قالب. مرّت سنة، كبرت أسرة الصفا لتضمّ أسماءً كبيرة مع وجوه معروفة مع المزيد من الأبواب والعناوين.

بلغنا عامنا الأول، ولا احتفال في ظلّ ما يعيشه لبنان والمنطقة من أزمات. بلغنا عامنا الأول فيما الكثير من المشاريع ماتت قبل أن تبلغه نتيجة الوضع المالي والاقتصادي في البلاد. وليس من السهل تعداد الأطفال الذين قتلتهم "إسرائيل" في غزة قبل أن يبلغوا سنتهم الأولى. هي سنة ولكنّها حفلت بالكثير الكثير من التحديات والمآسي. حروب وزلازل وحرائق وفيضانات.

واكبنا الأحداث العالمية بأخبار ومقالات وتحقيقات ومقابلات مصورة وتدوين صوتي. تواصلنا مع قرائنا عبر مختلف المنصّات، نقلنا صوته وشاركناه أصوات غيره. عملنا على صياغة هوية جديدة نعمل لأن تكون صورة عن لبنان الوطن الذي نطمح إليه. وهدفنا أن نكون على صورة الوطن المرتجى لا الوطن الذي تتنازعه الأهواء والعصبيات ومصالح الفرقاء على حساب مصلحته العليا ومؤسساته.

بلغنا عامنا الأول فيما الكثير من المشاريع ماتت قبل أن تبلغه نتيجة الوضع المالي والاقتصادي في البلاد. وليس من السهل تعداد الأطفال الذين قتلتهم إسرائيل في غزة قبل أن يبلغوا سنتهم الأولى.

عام كامل حضرت فيه كلّ أخبار المنطقة والعالم، من أخبار القمم الدولية والإقليمية إلى المواجهات والتحالفات، من أخبار البورصات والمصارف إلى آخر ما يحصل على صعيد الثقافة أو الفن أو الرياضة. حلّت أخبار الذكاء الاصطناعي ضيفاً أساسياً على موقعنا. أمّا أخبار البيئة والرفق بالحيوان وقضايا الجمعيات الأهلية فلم نكن لنتصور أنّنا يمكن أن نستمر من دونها إيماناً منّا بأن الإعلام رسالة وقضية.

ننظر إلى العام الماضي بعين الرضا من دون إغفال ما ارتُكب من أخطاء خلال هذه المسيرة، ومن هذه الأخطاء سننطلق نحو التصحيح والتصويب بهدف الاستمرار في مسار نريده لزمن أطول بما يحقّق رؤيتنا وآمالنا كموقع ووطن. ننظر إلى العاملين والمساهمين في مغامرتنا الجميلة هذه نظرة امتنان وشكر وتقدير. على قلّة عددنا نجحنا في تحقيق بعض أهدافنا والطموح هو في تحقيق أهداف أكبر وأشمل.

لم نكن نتصوّر أن ننهي عامنا الأول على وقع أصوات القذائف عند حدودنا الجنوبية بدل أصوات المفرقعات لمناسبة الأعياد. لم نكن نعتقد أنّ قصر بعبدا سيكون بلا رئيس مع نهاية هذا العام ولا أن مصرف لبنان سيكون حاكمه بالإنابة، ولا أن البلاد تنتظر موجة جديدة من الضرائب والرسوم من دون بوادر خطة نهوض أو ورشة إصلاح أو إطلاق مشاريع جديدة. لم نكن لنتخيل أن التنقيب عن النفط والغاز قبالة بحرنا سيبقى أحجية من دون جواب نهائي.

يطلّ العام المقبل على العديد من الأسئلة الكبرى التي لا يبدو أن المواطن اللبناني ولا حتّى المسؤول يعرف الإجابة عليها، حتى تلك المتعلّقة بمصير لبنان ومستقبله. لا نعلم إن كنّا سنقبل على تصعيد حربي عند حدودنا يمكن أن يتوسّع ليطال لبنان كلّه، أو إن كانت الحرب في غزّة ستتوقف على أمل إيجاد حل دائم. هل ستجد الدول المعنية باللجنة الخماسية الوقت لبحث مصير الرئاسة في لبنان في ظل التطورات الدولية المتسارعة؟ هل من حلّ للخروج من أزماتنا المالية والنقدية؟ هل سيعرف لبنان 2024 طريقه للتعافي؟

في أغلب دول العالم هناك الكثير من المسائل التي لا يشغل المواطن فكره بها كمثل: "أيا ساعة بتجي الكهربا؟" وهذا من أبسط الأسئلة، أما أعقدها فهو على مثال: "لماذا لا يعقد مجلس النواب جلسة لانتخاب رئيس جديد للبلاد" أو "لماذا لا تكون الجلسات مفتوحة" أو "ما هي المخارج التي ينصّ عليها الدستور في حالات تعطيل مشابهة؟" وطالما لا يوجد سلطة أو مؤسسة أو مسؤول يملك هذه الأجوبة سيكون أغلب اللبنانيين على موعد مع سهرة تنجيم وتبصير علّهم يجدون أجوبة ترضيهم حيث غابت الأجوبة العلمية الحقيقية والرسمية.

وفي الختام من الصفا نيوز، فليكن العام 2024 نجاحاً صافياً وصحّة سليمة.