العدّ العكسي لليلة رأس السنة بدأ، حيث تفصل اللبنانيين بضعة أيام عن وداع عام كان مليئاً بالأحداث الثقيلة على قلوبهم، واستقبال عام جديد، آملين بأن يحمل لهم الأمان والصحة والسلام.

وكما جرت العادة في كلّ عام، تتجه الأنظار في آخر أسبوع من كلّ سنة، إلى حفلات ليلة رأس السنة، وأسعار البطاقات والفنّانين الذين سيحيونها. وعلى الرّغم من أنّ أحداث غزّة والوضع الأمني في جنوب لبنان والأزمة الاقتصادية ألقوا بظلالهم على الحفلات الفنّية، ودفعوا نسبة كبيرة من الفنانين إلى احياء حفلات رأس السنة خارج البلاد، ما سبّب حالة من غياب عدد كبير من نجوم الصف الأول في الساحة اللبنانية، إلاّ أنّ قسماً لا يستهان به من فنّاني ونجوم الصفّ الأوّل ومن الكوميديين قرّروا البقاء في لبنان، وإحياء حفلات رأس السنة بين أهلهم وفي بلدهم.

فنّانون يحيون رأس السنة في لبنان vs في الخارج


في هذا الإطار يحيي الفنّان وائل كفوري حفلًا غنائيًا ليلة رأس السنة في فندق فينيسيا في بيروت، كما يحيي الفنان جوزيف عطية حفلًا في أديب بالاس بمنطقة ريفون إلى جانبه الفنّان بشار الجواد، كذلك يحيي الفنّان فارس كرم ليلة رأس السنة حفلًا في فندق لو رويال في منطقة ضبية. أيضًا يحيي الفنّان ملحم زين مع الفنّان غي مانوكيان حفلة رأس السنة في كازينو لبنان، كذلك الفنّان مروان خوري والفنّان آدم سيحييان حفلًا في كازينو لبنان. وقد كان مقررًا أن تحيي الفنانة شيرين عبد الوهاب حفلًا فنيًا في الفورم دي بيروت ولكن تأجّل نظرًا للأوضاع الراهنة.

في المقابل تحيي مجموعة لا يستهان بها من الفنّانين اللبنانيين الأعياد خارج لبنان. ومن بين هؤلاء راغب علامة، ونجوى كرم، وعاصي الحلاني، ونوال الزغبي، ونانسي عجرم.

فيمضي الأول ليلة رأس السنة في البحرين، بعد أن أجّل جولته إلى كندا وأميركا بسبب حرب غزّة. في حين تطلّ نجوى كرم إلى جانب الفنّان جورج وسوف والفنانة شيرين عبد الوهاب في حفل غنائي في دبي. كذلك يحيي الفنّان عاصي الحلّاني حفلة رأس السنة في ليماسول قبرص. أمّا نوال الزغبي فستحيي حفلاً في ألمانيا.

اللبنانيون متعطّشون للفرح

وفي هذا الإطار يقول مدير اعمال الفنّان ملحم زين، طوني عازار، في حديث خاص لموقع "الصفا نيوز" أنّ "الفنان ملحم زين لم يكن يريد الغناء هذا العام تضامناً مع أهالي غزة، واحتجاجاً على قتل الأطفال والدمار الذي طال القطاع، إلاّ أنّه ملتزم بعقود مع متعهّدين وهو لا يستطيع تأجيل الحفلات، لما تفرضه هذه العقود من بنود جزائية من جهة، كما أنّ هذه الحفلات تؤمّن مدخولا لأكثر من 30 عائلة، ومن غير المنطق إبقاء هؤلاء دون عمل حتّى تنتهي الحرب، فماذا لو استمرت أكثر من سنتين. ما الذي سيحصل بتلك العائلات؟"

ولفت إلى أنّ "هكذا نوع من الحفلات يعيد الأمل لعدد كبير من اللبنانيين، الذين هم بأمسّ الحاجة إلى الفرح، فما عاشه ويعيشه الشعب اللبناني منذ 4 سنوات وحتّى اليوم يصعب تحمّله، والمواطنين بحاجة إلى التنفيس عن همومهم والضحك والسهر"، مؤكّدا أنّ "90 في المئة من تذاكر حفل الكازينو بيعت و70% من تذاكر حفل "الفوروم" حتّى الساعة. وهو ما يؤكّد تعطّش الناس للفرح والحياة. ونحن بعملنا هذا لا نؤذي أحداً بل على العكس نعيد الامل للناس بغد أفضل، وأغلبية المطربين ذهبوا في نفس التوجه"، مشيرا إلى أنّنا "ومنذ 3 أِشهر أوقفنا حفلاتنا، إلاّ أنّ عقد رأس السنة مبرم منذ شهر حزيران".

وعن سبب قرار ملحم زين إحياء حفل رأس السنة في لبنان، بدل الدول العربية، أجاب عازار "ملحم بطبيعته يحبّ بلده وجمهوره والقسم الأكبر هو من اللبنانيين والفلسطينيين والسوريين والعراقيين، فيما جميع المتعهّدين اللبنانيين يتواصلون مع ملحم قبل عام ويحجزونه لحفلاتهم لأنّهم يعرفون أنّه شبّاك تذاكر وأنّ لديه جمهوره. فضلاً عن كونه يفضّل البقاء بالقرب من عائلته، فيما العمل عرض وطلب".

وختم "نتمنّى في العام الجديد أن يعمّ السلام على المنطقة العربية كلّها والعالم، وأن تكون سنة خير على الجميع".

تتجه الأنظار في آخر أسبوع من كلّ سنة، إلى حفلات ليلة رأس السنة، وأسعار البطاقات والفنّانين

أسعار بطاقات رأس السنة

وإلى ذلك كان لموقع "الصفا نيوز" جولة على أسعار بطاقات ليلة رأس السنة حيث تبيّن ما يلي:

تبدأ أسعار بطاقات حفل الفنان وائل كفوري وعازف البيانو ميشال فاضل في فندق فينيسيا في بيروت من 500 دولار للشخص الواحد. ولمن يرغب في سهرة أقلّ كلفة في المكان نفسه فإنّ إدارة فندق فينيسيا تنظّم في مطعم موزاييك، سهرة العيد مع المغنية نور المنذر، إضافة إلى راقصة شرقية ودي جي. وتبلغ كلفة البطاقة للشخص الواحد 175 دولاراً.

أمّا سعر بطاقة حفلة الفنّانين ملحم زين وناصيف زيتون ورحمة رياض في الـ"فورم دي بيروت" فيتراوح بين 250 و450 دولاراً للشخص الواحد. كما يحيي ملحم زين حفلة أخرى يشاركه فيها غي مانوكيان، في كازينو لبنان وتبدأ أسعار بطاقاتها من 150 دولاراً وصولاً إلى 500 دولار وما فوق. فيما سهرة الفنان فارس كرم في فندق "لو رويال" في ضبية فتبدأ أسعار بطاقاتها من 175 دولاراً.

وفي "سيزر بالاس" في منطقة أدما، سيكون الجمهور على موعد مع محمد خير والفنانين الكوميديين ماريو باسيل وشادي مارون ضمن وصلات انتقادية ساخرة.

ومن الفنانين الذين يحيون أيضاً سهرة العيد في بيروت جوزيف عطية. وتتوزع حفلاته على فندق "ريجنسي بالاس" في منطقة أدما و«أديب بالاس» في بلدة ريفون الكسروانية. ويشاركه في الأولى الفنانان ماجد موصللي وناجي أسطا بأسعار بطاقات تبدأ من 175 دولاراً وصولاً إلى 275 دولاراً للشخص الواحد. أما سهرته في ريفون فيطل فيها بشار جواد وتتراوح أسعار بطاقاتها بين 100 و150 و200 دولار للشخص الواحد.

كما ينظّم كازينو لبنان في مناسبة الأعياد نشاطات مختلفة. ومن بينها حفلات خصّصت لهواة سهرات الـ "ماينس وان"، حيث سيكون هؤلاء على موعد مع سهرة خاصة مع مروان خوري وآدم. وتبلغ سعر البطاقة للشخص الواحد فيها نحو 140 دولاراً.

آثار الحرب VS حب الحياة

من جهته يؤكّد، الكوميدي شادي مارون، في حديثه لموقع "الصفا نيوز" أنّ "حرب غزة وقصف الجنوب أثّرا بقوّة على وضع الحفلات في لبنان وعلى عدد المغتربين والسواح الذين كانوا يخطّطون للسفر إلى لبنان هذا العام، في فترة الأعياد، وقد لمسنا انا وماريو باسيل تأثير الحرب على المغتربين خلال جولتنا في كندا بعد أن أمضينا حوالي الشهر والنصف هناك، وتواصلنا مع لبنانيين أخبرونا أنهم ألغوا سفرهم إلى لبنان في فترة الأعياد بسبب الحرب. وانخفاض عدد المغتربين سيؤثّر بطبيعة الحال على حفلات ليلة رأس السنة، حيث أنّ آمالنا تكون معلّقة عليهم وعلى أشقائنا العرب، وغياب هؤلاء يؤثّر كثيراً، إلّا أنّ قسماً كبيراً من المغتربين غيّر رأيه وعاد وتحمّس للعودة إلى لبنان في موسم الأعياد".

وأضاف "تعوّدنا في لبنان على الدخول والخروج من الأزمات، وهو ما يؤكّد إصرار الشعب اللبناني على التمسّك بسياسة الحياة، والفرح، وعدم الاستسلام للصعوبات والأزمات".

وعن تفضيله إحياء حفلة رأس السنة في لبنان في "سيزر بالاس" في منطقة أدما، بدل الخارج، أجاب مارون "بدّنا نعيد مع الأهل ما حلو الواحد يبعد عن عيلتو"، فضلا عن شعورنا بالانتماء وحبنا لوطننا وهو ما يدفعنا للبقاء هنا، وفي النهاية العمل رزقة. وسيكون لنا أنا وماريو حفلاً آخر في 6 و7 شباط في باريس في مسرح الـ"Tour Eiffel" من تنظيم commnprod "كومنبرود انترناشونال" وهو ما يعكس أهمّية تواجد لبنان عبر ثقافته وفنّانيه على الساحة العالمية، وباريس من أهمّ المحطات العالمية".