قطر الآتية على جناح نجاح تفاوضي أيضاً تبدو وكأنّها ماضية في خيارها المتمثل بدعم قائد الجيش العماد جوزيف عون للرئاسة

على وقع تمديد الهدنة ليومين بين حماس و"إسرائيل" والمنسحبة حكماً على طول الجبهة عند الحدود الجنوبية، يصل بعد ساعات الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت للمرة الرابعة على التوالي، حاملاً معه مهمة البحث عن رئيس يملأ الشغور الرئاسي "توافقياً" قدر الإمكان من جهة، والعمل على تثبيت مفاعيل الهدنة من جهة ثانية، فبمعزل عن حجم الدمار وأعداد الضحايا، فقد شهدت الأيام القليلة الفائتة سطوع نجم كلّ من "قطر" و"حماس" و"حزب الله" و"اليمن".

وإذا بات معلوماً ما حققته حماس من صمود وحضور على الساحتين العسكرية والسياسية، فإن ما مثّله حزب الله من تهديد للجيش الإسرائيلي ليس بقليل رغم الأساطيل التي احتشدت في البحر الأبيض المتوسط وعجزت عن رسم حدود المواجهات. كما حضرت قطر كمفاوض بارع أثمرت جهوده في تحقيق خرق بالتوصّل إلى هدنة وعملية تبادل للأسرى سلّمت الدفعة الرابعة منها مساء أمس، حيث من المرجح أن يعيد هذا الدور الحماوة إلى الملف الرئاسي في بيروت التي تنتظر وصول لودريان بعد زيارة سريعة يقوم بها إلى الرياض وفق ما تناقلت وسائل إعلام محلية.

وعلى إيقاع ما أفرزته كل من جبهتي غزة والجنوب اللبناني يُضاف إليهما ما حققته الفصائل العراقية والحوثيين في اليمن، ينطلق محور الممانعة ممثلاً بحزب الله في مقاربته القديمة - الجديدة للشأن الرئاسي والداعمة لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية، مقابل دور فرنسي لم تتضح معالمه الجديدة بعدما اتسم بالـ"إخفاق" خلال جولته الأخيرة في بيروت والذي عجز فيها من تحقيق أيّ خرق عندما كان يحمل سلّة "فرنجية مقابل نواف سلام أو من يماثله".

وها هي قطر الآتية على جناح نجاح تفاوضي أيضاً، تبدو وكأنّها ماضية في خيارها المتمثل بدعم قائد الجيش العماد جوزيف عون للرئاسة، مستعينة على ذلك بدعم مصري - أميركي - فرنسي (تأييد في مرحلة ما قبل الحرب). 

أمّا على جبهة غزة، فأوضح نائب رئيس حركة المقاومة الإسلامية "حماس" فيها خليل الحية، أنّه سيتم تسليم 10 إسرائيليين مقابل 30 فلسطينياً، خلال اليوميين الإضافيين للهدنة التي بدأت الجمعة.

وتضمن اتفاق الهدنة (4 أيام) إطلاق سراح 50 أسيراً إسرائيلياً من غزة، مقابل الإفراج عن 150 فلسطينياً من السجون الإسرائيلية، وإدخال مئات الشاحنات المحمّلة بالمساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية والوقود إلى كل مناطق القطاع.

ميقاتي في صدد الدعوة إلى جلسة حكومية، فهل ينجح في طرح التمديد لقائد الجيش؟

إجتمع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، مع المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا، قبل ظهر أمس في السراي الحكومي.

وأعلنت فرونتسكا بعد الاجتماع: "أتيت لأبلغ الرئيس ميقاتي عن لقاء مجلس الأمن في نيويورك وما قلته في كلمتي بالنسبة إلى القرار 1701 وضرورة التمسك به وتنفيذه على أرض الواقع، وكيفية حماية لبنان من الحرب في المنطقة، إضافة الى موضوع الإصلاحات ودور مؤسسات الدولة وانتخاب رئيس للجمهورية".

وذكرت بأن مجلس الأمن "يهتم كثيراً بموضوع لبنان، لأنّ له دوراً استراتيجياً في المنطقة، كما أنّ موقف مجلس الأمن موحد في شأن لبنان".

وفي وقت سابق أمس، أعلن الأمين العام لمجلس الوزراء محمود مكية أنّ ميقاتي في صدد الدعوة إلى جلسة لمجلس الوزراء للبحث في نحو 17 بنداً  متعلقة بتسيير شؤون المرافق العامة، فيما يبقى الإهتمام الأول مقروناً بمسألة التمديد لقائد الجيش العماد جوزيف عون عبر طرحه من خارج الجدول، وما إذا كانت الحكومة ستنجح في تخطّي هذه العقبة في قابل الأيام نظراً للانقسام العامودي بشأنها، وتحديداً معارضة وزير الدفاع الوطني موريس سليم المحسوب على التيار الوطني الحر غير المتقبل للفكرة من عين أصلها. 

وزارة التربية تستحدث مدارس للنازحين من القرى الحدودية 10+10

أطلق وزير التربية في حكومة تصريف الأعمال عباس الحلبي أمس، بالتعاون مع شركاء في المركز التربوي واليونيسف واليونسكو والوكالة الألمانية للتعاون الدولي وبرنامج الغذاء العالمي، خطة لاستحداث مدارس الإستجابة للطوارىء، وذلك في المناطق التي انتقلوا إليها، لتكون نموذجية بمعدل 10 مدارس للتعليم العام و10 مدارس للتعليم المهني والتقني، مع توافر أجهزة كمبيوتر محمولة في الصفوف لتمكين المتعلمين من الدخول إلى منصة "مواردي" التابعة للمركز التربوي واستعمال الموارد الإلكترونية، كما تم تأمين مال نقدي لتغطية تكاليف انتقال التلاميذ من أماكن سكنهم إلى المدارس النموذجية، فيما يوّفر برنامج التغذية المدرسية التابع إلى برنامج الغذاء العالمي التغذية للتلامذة ومياه الشرب.

وقال الحلبي: "أصدرنا تعميما اليوم لتسجيل التلاميذ في هذه المدارس النموذجية ووضعنا الخط الساخن رقم 01/772000، وسوف يكون قيد الخدمة على مدار الساعة لتلبية احتياجات المتعلمين والمعلمين والمدارس، والإجابة على أسئلتهم"، مشيراً إلى أن "عدد التلامذة الذين لم يلتحقوا بمدارسهم الأساسية، بلغ نحو 6800 تلميذ، وقد أقفلت مدارسهم قسرا بفعل العدوان الإسرائيلي الغاشم الذي يوقع في كل يوم شهداء وضحايا أبرياء في غزة وفي لبنان، وغادر المعلمون قراهم ومدارسهم".

وأضاف: "نجحنا في التواصل مع نحو 5885 من التلامذة، ومع نحو 3500 من تلامذة التعليم المهني والتقني، كما تواصلنا مع غالبية العائلات لمعرفة إلى أين نزحت، وتحققنا من قدرتهم على الالتحاق، وتبين لنا أن الغالبية لم تلتحق بمدارس بديلة لأسباب مالية وضيق معيشي".

الحزب بدأ بدفع تعويضات للمتضررين في القرى الحدودية

في السياق نفسه، أعلن عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله، "بدء حزب الله بدفع تعويضات للمتضررين مباشرة من العدوان الصهيوني على القرى الحدودية".

وقال فضل الله من بلدة عيتا الشعب الجنوبية: "في الوقت الذي كانت تقدم فيه المقاومة خيرة مجاهديها وخيرة الشباب في لبنان شهداء، وتواجه العدو وتحمي الناس بالدم، كانت تشكيلات حزب الله تعمل في القرى والبلدات وعلى خطوط النار من أجل إحصاء الأضرار ودعم شعبنا، وهي لم تنتظر الهدنة بل كانت حاضرة على مدار الساعة في الميادين الصحية والمعيشية والخدمية المتنوعة، ووفق ما يتوفر لنا من إمكانات لدعم الناس الصامدين أو النازحين، وهذا جزء من عمل المقاومة، ومن يقدم تضحيات ودماء لا يبخل بأي شيء آخر".