ولأنّ الأمال كانت معقودة على تقدّم الحوار بين التيار الوطني الحر وحزب الله كفريقين سياسيين يستطيعان إخراج لبنان من أزمته الرئاسية، قرأ كثيرون بدعوة رئيس المجلس النيابي نبيه بري للحوار المحصور في 7 أيام، وبعدها عقْد جلسات مفتوحة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، رسالة إلى الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف - لودريان، تُفيد بأن "عودته كما لا عودته" منتصف أيلول الحالي سيّان، حيث كان من المقرّر أن يستأنف الأخير سعيه لإقامة حوار بين المتشتتين حول خياراتهم الرئاسية علَّه يَجمع الغالبية منهم على كلمة سواء، خصوصاً بعد تحميل الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بعضاً من مسؤولية عرقلة الاستحقاق الرئاسي لطهران، التي كان وزير خارجيتها ضيفاً في لبنان بالتزامن مع خطاب بري في الذكرى الـ 45 لتغييب الإمام موسى الصدر ورفيقيه.

يُجمع أهل السّلطة، يُضاف إليهم جميع من يتعاطى الشأن العام اللبناني، سياسياً، إقتصادياً، أمنياً وحتى اجتماعياً، على أنّ البلاد باتت لا تحتمل أكثر، والجميع يريد رئيسأً منذ 10 أشهر تقريباً (بدْء الشغور الرئاسي عقب انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون) ولا رئيس حتّى هذه اللحظة، والجميع يريد حلولاً إقتصادية ونقدية وإدارية من دون السّير ولو بخطّة واحدة واضحة المعالم تضع البلاد على السكّة الصحيحة. يريدون الإنفتاح على خيارات الآخر ولا يجمعون على حوار ولو لأيام معدودة، والذي إن قام فلن تقوم له قائمة لطالما أنّ المشاركين به تفتقد قواميسهم ومعاجمهم لمفردات التنازل وتذليل العقاب وحتّى أنها لا تنصّ إلّا على الشروط المسبقة والشروط المقابلة.

إذاً من المُعطّل؟ وما هو السّبب ومن المسبب؟ أحجية يعجز "الجميع" عن حلّ ألغازها

ولأنّ الأمال كانت معقودة على تقدّم الحوار بين التيار الوطني الحر وحزب الله كفريقين سياسيين يستطيعان إخراج لبنان من أزمته الرئاسية، قرأ كثيرون بدعوة رئيس المجلس النيابي نبيه بري للحوار المحصور في 7 أيام وبعدها عقد جلسات مفتوحة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، رسالة إلى الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف - لودريان، تُفيد بأن "عودته كما لا عودته" منتصف أيلول الحالي سيّان، حيث كان من المقرّر أن يستأنف الأخير سعيه لإقامة حوار بين المتشتتين حول خياراتهم الرئاسية علَّه يَجمع الغالبية منهم على كلمة سواء، خصوصاً بعد تحميل الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بعضاً من مسؤولية عرقلة الاستحقاق الرئاسي اللبناني لطهران، التي كان وزير خارجيتها ضيفاً في لبنان بالتزامن مع خطاب بري في الذكرى الـ 45 لتغييب الإمام موسى الصدر ورفيقيه.

ضربة استباقية لـ"بري" على غرار إعلان ترشيح فرنجية

وترى مصادر مواكبة بدعوة بري "ضربة استباقية" لإحتمالية نجاح حوار التيار - الحزب، والذي بات مقروناً بقبول شروط التيار (ضمان إقرار اللامركزية الادارية والمالية الموسعة والصندوق الإئتماني) وكلها بملعب رئيس المجلس نفسه، من أجل أن يسير بعدها التيار بالمرشّح المدعوم من قبل الثنائي الوطني رئيس تيار المردة الوزير السابق سليمان فرنجية. رغم أنّ رئيس التيارالوطني الحر جبران باسيل لم يأتِ على ذكر ذلك جهارةً حتّى الساعة، ويذهب البعض في التحليل إلى أبعد من ذلك معتبرين أنّ إقرار ما يطلبه التيار يُفقد وزارة المال أهميتها، وهي التي خاض من أجلها بري معارك ضارية لبقائها في كنف الطائفة الشيعية كـ"توقيع ثالث" اتفق عليه على هامش مؤتمر الطائف، ولذلك قرّر بري الهروب إلى الأمام.

كذلك، تشبّه المصادر نفسها هذا المسعى لبري باستباقه إعلان فريقه تبنّي خيار فرنجية للرئاسة وقبْل حزب الله تحديداً، الذي كان سيقف على خاطر التيار الوطني الحر ملياً قبل الإعلان عن ذلك، وتسأل في الوقت نفسه: بغضّ النظر عن خلفيات التكتيك السياسي الذي سلكه بري، ألا يستحقّ الحوار فرصة أو شرف المحاولة من أجل البلاد والعباد؟

جعجع: لا مشكلة لدينا مع حزب الله

بالنسبة لرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، "دقّت الساعة"، وأنّ القوات قادرة على أخذ البلد إلى برّ الخلاص و"نحن بدنا وفينا" ولكن القوات ليست في موقع السلطة الآن بل في موقع المعارضة.

وفي حين صبّ جعجع جام غضبه على محور الممانعة، محملاً إياه مسؤولية كلّ ما حصل ويحصل على الساحة اللبنانية من أزمات، قال في "قداس شهداء المقاومة اللبنانية": "لا مشكلة لدينا مع حزب الله أو الأحزاب الممانعة الأخرى باعتبار أنّ المشكلة الأولى ترتبط بمشروعهم للبنان الذي يتمثل اليوم من خلال الواقع الذي نعيشه، إلّا أنّ المشكلة الأكبر تبقى مع طريقة فرض مشروعهم بالقوة".

وسأل: "من تسبب بتوقف المساعدات الخليجية المباشرة وكل الاستثمارات عن لبنان واللبنانيين؟ من يسهّل إنتاج الكبتاغون؟ من يلاحق الناشطين وأصحاب الرأي الحر بالقمع والاغتيالات؟ من يتدخل بالقوة لعرقلة التحقيق ومنع تبيان الحقيقة في أيّ جريمة؟ محور الممانعة".

أضاف جعجع: "رغم كل ارتكابات محور الممانعة نجد أن البعض ما زال مصرّاً على القيام بصفقات مع حزب الله وكأنّه "ما صار في" كحّالة أو عين إبل أو عين الرمانة أو 7 أيار وكبتاغون وتهريب وفساد، بغية تغطية صفقة محتملة. وعلى الرغم من كلّ ما تقدّم ما زال البعض مصرّاً على إجراء صفقات مع حزب الله، ولتغطية هذه الصفقات يطرح عناوين جدية مهمّة، صفقات تضرب مصالح اللبنانيين بالعمق كما صفقة مار مخايل"، متابعاً: "لا نريد رئيساً للجمهورية لنا، فنحن نريد رئيسا للجمهورية التي يحلم بها كلّ لبناني. والحلّ هو بعدم الرضوخ والتمسك بقناعاتنا وتطلعاتنا لحين أن يتأكد محور الممانعة أنّه لا يمكنه تخطينا".

رعد: دولة شبه منهارة

من جهته، رأى رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، أنّ "ازمتنا التي نعاني منها في لبنان بدأت حين بدأ الشغور الرئاسي، وتواصلت معها مشاكل كثيرة إندكّت في مسار تعطيل للبلاد".

وقال رعد خلال حفل تأبينيّ في بلدة زبدين الجنوبية: "إننا اليوم في دولة شبه منهارة، وأنّ المصلحة الوطنية تقتضي بأن نُعيد بناء الهيكل الذي يُمكن أن نرسم معه مسار النهوض ونستأنف مسارنا في مواجهة أعدائنا المتربّصين بنا".

وأضاف: "نتحمّل مسؤولية، ونبني موقفنا بالتعاضد والتنسيق والتفاهم مع كلّ الأوفياء والمخلصين لبلدنا، ونتحالف تحالفاً وثيقاً في رؤيتنا وفي مسارنا مع إخواننا في حركة أمل من أجل أن نصل إلى إنجاز الإستحقاق الرئاسي بحيث يكون لدينا رئيس جمهورية يستطيع أن نأمن منه بأن لا يطعن المقاومة، وأن نشرع معه في إعادة بناء هذا الهيكل الذي أُريدَ تصديعه وتدميره حفاظاً على النزعة التي يُريد الغرب أن يحفظها للإسرائيليين، وهي نزعة الأمن من الخوف والتهديدات".

الراعي: الحوار الذي دُعي إليه من الضروري حضوره من دون أحكام مسبقة

في غضون ذلك، قال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، خلال قداس الأحد من الديمان: "تكثر بكلّ أسف، ولا سيما لدى معرقلي نهوض لبنان وانتخاب رئيسٍ للجمهوريّة، القلوبُ الفارغة من محبّة الله ورحمته وحنانه، ومن روح الندامة والتوبة عن الخطايا الشخصيّة".

وأضاف الراعي: "أصبح المجتمع يعيش في هيكليّة من الخطايا التي لا يتوب عنها أحد، وكأنّها أصبحت خطايا من دون مرتكبين، يتكلّمون مثلًا عن الفساد ومكافحة الفساد ولا يعلم أحدٌ من هم المفسدون"، لافتاً إلى أنّ "الحوار الذي دُعي إليه نواب الأمة، إذا حصل، من الضروري حضوره من دون أحكام مسبقة مع التجرّد من المصالح الشخصية والفئوية".

وأشار إلى أنّ "الحوار يتطلّب الصراحة والإقرار بالأخطاء الشخصية والبحث عن الحقيقة الموضوعية".

جنبلاط: شكلها مطولة

استقبلَ المرجع الروحي في طائفة الموحدين الدروز الشيخ أبو علي سليمان أبو ذياب، في دارته في الجاهلية، النائب السابق وليد جنبلاط يرافقه القاضي غاندي مكارم، بحضور رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب وعدد كبير من رجال الدين.

وجاءت الزيارة في إطار تهنئة جنبلاط للشيخ أبو ذياب بالعمامة المكولسة، وخلال اللقاء، تطرّق جنبلاط إلى الأزمة السياسية في البلد، قائلاً: "شكلها مطولة".

ورداً على سؤال عن فرصة قائد الجيش العماد جوزاف عون بالوصول إلى سُدة الرئاسة، أجاب جنبلاط: "جبران باسيل بدوش ياه... أنا بديش ياه؟".

منصوري إلى الرياض والأمل مرهون باللقاءات التي سيعقدها

على خط آخر، غادر الوفد اللبناني برئاسة حاكم مصرف لبنان بالانابة وسيم منصوري وسفير لبنان في المملكة العربية السعودية فوزي كبارة والمدير العام للاقتصاد والتجارة محمد ابو حيدر الى العاصمة السعودية الرياض، تلبية لدعوة رسمية لحضور فعاليات المؤتمر المصرفي العربي، بتنظيم من الاتحاد العربي للمصارف مع المصرف المركزي السعودي تحت عنوان "الآفاق الاقتصادية العربية في ظلّ المتغيرات الدولية"، والذي ينعقد برعاية وحضور محافظ المصرف المركزي السعودي الاستاذ أيمن بن محمد السياري.

وتبقى مفاعيل هذه الزيارة مرهونة باللقاءات التي سيعقدها منصوري على هامش المؤتمر، ومن الآن إلى حين عودته وحتى افراغ ما يمكن أن تحمله به الرياض في جعبته.