فنانةٌ ذُبِحَت من الوريد إلى الوريد في 28 تشرين الثاني 2003 أي قبل عشرين عاماً، على يدِ زوجها أيمن السويدي الذي عاد وانتحرَ... إنّها المطربة التونسيّة "ذكرى" التي اختُتِمت مسيرتها الفنيّة القصيرة بحدثٍ مآساوي لا يزال حاضراً في أذهان بعض الجمهور إلى اليوم.

رغم أنّ ذكرى رحلت قبل عقدين، لكن هناك مَن يعرفها من الجيل الذي ولِدَ بعد رحيلها كحال الفنانين الكبار الذين تتوارد أسماؤهم من جيلٍ إلى آخر... كيفَ لا وهناك مَن يبحثُ دوماً عن اختيار الأصوات الجميلة وما إن قلنا صوتاً عربياً نسائياً جميلاً نقولُ: "ذكرى" من بين أبرز الأسماء التي تخطر في الأذهان خلال العقود الأخيرة.

جمهور ذكرى إلى اليوم لا ينساها، فُيعاد نشر أغنياتها دوماً مع تطوّر آليات النشر سواء عبر يوتيوب أو تيك توك أو انستاغرام، وهناك حسابات وصفحات تحمل اسمها مذكّرةً بأعمالها التي لا تموت.

ولِدَت ذكرى في العام 1966 واسمها عند الولادة: العانس بنت محمد عبد الله الدالي. درست الموسيقى في دمشق، وكان لها محطات فنيّة بارزة في عدد من العواصم العربيّة أبرزها دمشق والرباط وطرابلس والقاهرة وعواصم دول الخليج العربي، بالإضافة إلى بلدها الأُم تونس.

أقلُ من عشر سنوات من الاحتراف بين الألبوم الأول "وحياتي عندك – 1995" و"يوم عليك – 2003"، لكن خلال هذه السّنوات أبدعت ذكرى باختياراتها وأدائها وأبرز أغنياتها: "وحياتي عندك"، "الأسامي"، "إلين اليوم"، "المحبة"، "مش كل حب"، "الله غالب"، "ولا عارف"، "علّمني الحب"، "يوم عليك"، "بحلم بلقاك" بالإضافة إلى بعض الأعمال التي صدرت بعد رحيلها.

بعد "ذكرى" أتى عددٌ من الأصوات النسائيّة وبشكل خاص التونسيّة فُيقال "تذكّرنا بذكرى"، بشكل خاص خلال تقديم الأغنية الخليجيّة التي أبدعت ذكرى بأدائها، ومن أبرز هذه الأسماء الفنانة الموهوبة أميمة طالب، لكن تبقى "ذكرى" متفرّدةً وقد حقّقت النجاح خلال أيامِ عطائها ليسَ فقط من منطلق التعاطف معها بعد رحيلها.

لو أنّ ذكرى اليوم على قيد الحياة لكان عمرها 57 عاماً. رحلت بعمرِ 37 وصار اسمها الفنّي منطبقاً تماماً على حكايتها... "ذكرى" التي لا تمرُّ مرورَ الكرام في المكتبة الموسيقيّة العربيّة.