سلامة: "العمل على منصة "SAYRAFA" مستمرّ كالمعتاد على نفس القواعد المعتمدة من قبل مصرف لبنان منذ آذار 2023”.

هو رجاءٌ في أن تنسحب سخونة طقس لبنان حيث درجات الحرارة تجاوزت معدّلاتها الموسمية، على الملفّ الرئاسي اللبناني وتحديداً على طاولة اللجنة الخماسية التي ستنعقد اليوم في الدوحة، على أمل وضع الأمور في نصابها والاتفاق على ثوابت الحوار المرجو انطلاقه خلال الأيّام المقبلة في لبنان، علّ ذلك ينهي أزمة الشغور الرئاسي ومعها كلّ الأزمات تباعاً، ويكون بمثابة خاتمة أحزان اللبنانيين في تصريف الأعمال المتوقّع له أن يتمدّد نحو حاكمية المصرف المركزي مع انتهاء ولاية حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أواخر الشهر الحالي وتلويح نواب الحاكم بالاستقالة التي ستردّها الحكومة وتحتّم على النواب الأربعة مهمّة تصريف الأعمال.

انطلاقاً من فكرة الحوار أولاً ومن ثم التفاهم وصولاً إلى الإتفاق، تنعقد اللجنة الخماسية في الدوحة اليوم بمسعىً من الموفد الفرنسي الخاص بلبنان جان-ايف لودريان للبحث مع أصلاء الأزمة الرئاسية من أجل الضغط على وكلائهم للجلوس حول طاولة حوار واحدة، ومن بعدها البحث في سلّة شاملة تبدأ من اسم رئيس الجمهورية ولا تنتهي باسم أصغر مركز شاغر في مؤسسات الدولة، وبين قصر الصنوبر مقرّ السّفارة الفرنسية في بيروت أو المجلس النيابي، لن تكون العقدة في المكان، إنّما بالمستوى الذي ستتمثّل على أساسه القوى السياسية، والأهم، بأيّ نوايا سيحضر الممثلون إلى الحوار. 

وكان قد غادر سفير المملكة العربية السعودية في لبنان وليد بخاري صباح أمس، إلى الدوحة للمشاركة في اجتماع الدول الخماسية.

بري: "خياري الأوّل مصلحة لبنان وأنا مع أيّ اتفاق أو تفاهم يحقّق ذلك" 

في غضون ذلك، نقل زوّار رئيس المجلس النيابي نبيه بري لـ"الصفانيوز" قوله: "مصلحة البلد اليوم قبل كلّ شيء وهي تقتضي أن يتنازل كل طرف قليلاً من أجل إنطلاق الحوار"، مشدّداً على أنّه من موقعه كرئيس للمجلس النيابي لن يألو جهداً ولو تطلب ذلك أن يفعل المستحيل من أجل إنقاذ البلد".

وأضاف بري: "خياري الأوّل مصلحة لبنان وأنا مع أيّ اتفاق أو تفاهم يحقّق ذلك". 

تزامناً، يبدو أن الحوار الذي انطلق الأسبوع الفائت بين قيادتي حزب الله والتيار الوطني الحر يسير في الاتجاه الصحيح المرسوم له، في حين أشارت مصادر مواكبة أنّه يضع حالياً نقاش اسم رئيس الجمهورية المقبل جانباً وينطلق من بند بناء الدولة المنصوص عليه في اتفاق مار مخايل بين الطرفين بدءاً من البحث في اللامركزية الإدارية بالإضافة إلى بحث موضوع من خارج الاتفاق وهو انشاء الصندوق الائتماني المتعلّق بأصول الدولة واستثمارها وحماية حقوق المودعين.

واعتبرت المصادر نفسها أنّ مجرّد بدء الحوار على هذه الشاكلة سيؤدّي الى التفاهم على اسم المرشّح الرئاسي ورئيس الحكومة وغيرها من العقبات خلال انطلاق المرحلة الثانية أو الثالثة من الحوار بين الطرفين.

وكان لرئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل تغريدة بدت لافتة من حيث التوقيت، جاء فيها: "وجودنا ندين فيه لأجدادنا ولشهدائنا ومناضلينا، نحافظ عليه من خلال كرامتنا اولاً ودورنا ثانياً؛ ما حدا يربّحنا جميلة بوطننا، هو عصيّ على كل انتداب أو وصاية او احتلال، وهو حيّ بصمود شعبه… على فكرة، أيّ تدخّل خارجي مرحّب فيه ليساعدنا، ومرفوض إذا بدّو يفرض علينا خيارات لمصلحته؛ وأيّ حوار مرغوب إذا من وراه نتيجة سريعة، ومرذول إذا كان لإضاعة الوقت وما كان مربوط باجندة واضحة وبزمن محدّد والأهمّ بجلسة انتخاب بنهايته شو ما كانت نتيجته… إذا نجح، الجلسة بتجسّد التفاهم، وإذا فشل، فديمقراطية التصويت بتحسم الخلاف".

الراعي: نشَطوا في عمليّات الهدم منذ شغور سدّة الرئاسة وقبلها

من جهة ثانية ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قدّاس الأحد في كنيسة الصرح البطريركي الصيفي في الديمان، حيث القى عظةً قال فيها: "عندما نقول الدولة، نعني المسؤولين فيها وكلّ الذين يتعاطون الشأن السياسيّ والحزبيّ. الجميع في لبنان والخارج يشتكون من الفساد السياسيّ والماليّ والإداريّ والتجاريّ والأخلاقيّ حتى فقدان الحياء البشريّ، وموت الضمير الإنسانيّ والوطنيّ، والإستعباد لأصنام السلطة والأشخاص والمال والسلاح والمصالح الشخصيّة والفئويّة، حتى تعطيل انتخاب رئيس للدولة وتدمير المؤسّسات الدستوريّة. هذه كلّها جريمة نكراء بحقّ الدولة ومؤسّساتها وبحقّ الشعب اللبناني. وليعلم جميع المعنيّين أنّهم مدانون من الله والناس. ومهما فعلوا ونشطوا في عمليّات الهدم منذ شغور سدّة الرئاسة وقبلها، فلن يبلغوا مشتهاهم، وفي وجههم قوّة إيمان شعبنا اللبنانيّ الطيّب وأخلاقه وصموده ودفاعه عن قدسيّة الوطن من دون أيّ سلاح".

الوطني الحر: ميقاتي يرسّخ الهيمنة على صلاحيات رئيس الجمهورية

من جهته، كشف رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في تصريح صحافي، أنّ العمل جارٍ لبت "تعيينات الفئة الثالثة من التشكيلات الدبلوماسية، وهي قيد الإنجاز بالتعاون مع وزير الخارجية"، الأمر الذي استدعى رداً من "التيار الوطني الحر" عبر حسابه الخاص على التويتر مغرداً: "التشكيلات الدبلوماسية التي قرّرت حكومة نجيب ميقاتي المنقوصة القيام بها ناقصة ومرفوضة وسيّئة بغياب رئيس الجمهورية. ويتحمل كلّ من يشارك فيها مسؤولية ترسيخ هيمنة ميقاتي على السلطة التنفيذية وعلى صلاحيات رئيس الجمهورية".

بعد التخبط الذي شهدته السوق الموازية صيرفة مستمرة 

شهدت السوق الموازية خلال الـ24 ساعة الفائتة، تخبّطاً كبيراً في سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية، إذ لامس الدولار الواحد على مدى يومي عطلة نهاية الأسبوع وفي نفس الوقت من النهار تقريباً عتبة الـ100 ألف ليرة ليعود لاحقاً وينخفض إلى ما يقارب الـ92 الفاً أي إلى هامشه المعتاد منذ أشهر. 

ما حصل استدعى إصدار حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بياناً يُفيد الآتي: "بناءً للمادتين 75 و83 من قانون النقد والتسليف، يؤكّد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أنّ العمل على منصة "SAYRAFA" مستمرّ كالمعتاد على نفس القواعد المعتمدة من قبل مصرف لبنان منذ آذار 2023”.

وأضاف البيان: "أنّ كل الاخبار المتداولة عن بعض المصارف في عدم التزامها في ما يخصّ هذا الموضوع عارٍ من الصحّة"، مؤكّداً أنّ "مصرف لبنان مستمرّ بنفس السياسة بتلبية كل الطلبات التي ترد عن المصارف طالما هي ضمن الأصول المرعية".