وعلى بعد 48 ساعة من الآن، حيث موعد انعقاد الجلسة أو تطيير نصابها، ارتفعت حدّة الخطابات السياسية بين المرشحين الجدّيين للرئاسة. رئيس تيار المردة سليمان فرنجية المدعوم من الثنائي الوطني من جهة، والذي لا تتجاوز حظوظه الـ 45 صوتاً، والوزير الأسبق جهاد أزعور "المتقاطع" على تسميته مسيحياً والذي بات في جيبه كما يشاع 69 أو 70 صوتاً.

كثيرة هي الأساطير التاريخية التي تحدّثت عن "شؤم" يرافق يوم الأربعاء من كل أسبوع، وهو نفس اليوم الموافق لـ14 حزيران الحالي، والذي اختير من قبل رئيس المجلس النيابي نبيه بري ليكون موعداً للجلسة الثانية عشر لانتخاب رئيس جديد للجمهورية بعد فشل 11 جلسة سابقة، حيث كان الفشل يحمل في طياته بعض المنطقية. فالمرشح الوحيد للرئاسة آنذاك كان النائب ميشال معوض وعلى مدى كل الجلسات لم يستحوذ على أكثر من 36 صوتاً وهذا ما لم ولا يخوّله أبداً أن يكون رئيساً.

وعلى بعد 48 ساعة من الآن، حيث موعد انعقاد الجلسة أو تطيير نصابها، ارتفعت حدّة الخطابات السياسية بين المرشحين الجدّيين للرئاسة. رئيس تيار المردة سليمان فرنجية المدعوم من الثنائي الوطني من جهة، والذي لا تتجاوز حظوظه الـ 45 صوتاً، والوزير الأسبق جهاد أزعور "المتقاطع" على تسميته مسيحياً والذي بات في جيبه كما يشاع 69 أو 70 صوتاً.

في غضون ذلك، رفع فرنجية سقف الخطاب عالياً في ذكرى مجزرة إهدن، وفتح النّار على زعماء طائفته أولاً وكل مرشح من الممكن أن يكون جدياً لرئاسة الجمهورية، مفنّداً مساوئهم وكلّ إخفاقاتهم السياسية وغير السياسية ومن لم يجد له مساوئ "محرزة"، تناوله بالشخصي واصفاً إياه بالـ"نعنوع"، فيما بات الثنائي أقرب إلى تعطيل الجلسات (تطيير النصاب) مستخدماً السلاح نفسه الذي لوَّحت به بعض القوى عندما اقترب فرنجية من الـ 65 صوتأً.  

من جهته، خرج أزعور عن صمت سنوات في بيان صباح اليوم، رافضاً من خلاله أن يكون ترشيحه عبارة عن "تقاطع الحدّ الأدنى بين مواقف ومشاريع القوى السياسية المختلفة، بل تلاقي الحدّ الأقصى بين أحلام اللبنانيين واللبنانيات بوطن نستحقه جميعاً، سيّداً حرّاً مستقلّاً مزدهراً"، مشدّداً على أنّه "ليس تحدّياً لأحد، وأن مشاكل لبنان ليست سهلة الحل، لكنها قابلة للمعالجة".

وأضاف: "أنا هنا في مهمّة بسيطة وكبيرة في آن واحد، هي الخروج في أسرع ما أمكن من الوضع الشاذ الذي نحن فيه، وإن حالفني الحظ، سوف أسعى إلى أن أكون جسر العبور نحو المستقبل والتصالح وضمانة العيش الواحد المبني على الثقة والتعاون والانفتاح". 

بري يرفض استقبال جنبلاط!

إلى ذلك، سجَّل الوزير الأسبق زياد بارود هدفاً في مرمى فرنجية بعد توجّه الأخير إليه بالشخصي قائلاً: "الوزير زياد بارود نعنوع مرتب وشكله حلو بيمشي حالو"، فما كان من بارود إلّا أن توجّه "بالتعزية الصادقة لفرنجية في ذكرى مجزرة إهدن، مضيفاً: وبمناسبة ما خصّني به في كلامه، أودّ أن أشكره فعلا على وصفي بـ "بالمرتّب"، فهذه تربيتي على قاعدة "أنّ إهانة الناس لا تجعل منك شخصاً قوياً... لم أكن أعتقد أنّ التهكّم هو من شيم أصحاب الفروسية المفترضين، وهو ليس قطعاً من شيم الرؤساء". 

في غضون ذلك، بدا لافتاً ما تناقلته وسائل إعلام محلية عن رفض برّي استقبال رئيس اللقاء الديموقراطي تيمور جنبلاط بعدما تهرّب والده (وليد جنبلاط) من المأزق في زيارة إلى فرنسا بالتزامن مع تقاطع القوى المسيحية على اسم أزعور وليتجنّب لقاء بري، كل ذلك استدعى بياناً من الاشتراكي يُفيد: لا صحّة أبداً لهذه الأخبار والعلاقة التاريخية مع برّي وثيقة ومستمرة على قاعدة الوضوح والاحترام".

فرنجية 45 صوت / أزعور 69 صوتاً 

وحتّى هذه اللحظة واذا ما تم تطيير النصاب في الجلسة الثانية بعد تأمين نصاب الأولى فإن أزعور الأقرب إلى رئاسة الجمهورية حيث سيستحوز على أصوات نواب تكتّل الجمهورية القوية (18 صوتاً من اصل 18 نائباً)، لبنان القوي (18 صوتاً من أصل 19 نائباً، مع احتمال أن تكون أقل بنائبين أو 3 نواب)، اللقاء الديموقراطي (8 أصوات من أصل 8 نواب)، "الكتائب" (4 أصوات من أصل 4 نواب)، "تجدد" (4 أصوات من أصل 4 نواب)، كتلة "التغييريين" (8 أصوات من أصل 16 نائباً تطلق عليهم تسمية تغيريين)، والنواب: كميل شمعون، جان طالوزيان، ميشال الضاهر، بلال الحشيمي، غسان سكاف، نعمة افرام وجميل عبود (7 أصوات)، ليصبح العدد (67 صوتاً)، وبينما يتردد عن كتلة النواب الأرمن (3 نواب) بأنّها تارة من داعمي خيار فرنجية للرئاسة من جهة أو أنّها ستقترع بالورقة البيضاء من جهة أخرى، أفيد عن الكتلة وفي أكثر من مناسبة بأنّها لن تخرج عن الإجماع المسيحي حول اسم الرئيس المقبل. 

في المقابل، عدد الأصوات التي ستصبّ في صندوق فرنجية الرئاسي ستتألف من كتلة فرنجية (4 أصوات من أصل 4 أصوات)، كتلتي الثنائي 31 صوتاً من أصل 31 نائباً،  الطاشناق (3 أصوات من أصل 3 اصوات إذا ما صوتت مع فرنجية)، وعدد من النواب الذين يدورون في فلك الثنائي مثل عدنان طرابلسي، طه ناجي، فيصل كرامي، محمد يحيى، حسن مراد، حيدر ناصر، والياس بو صعب وغيرهم ما لم يجاهرون بتأييد فرنجية حتى الآن ليقارب مجموع ما يمكن أن يحصل عليه فرنجية الـ45 صوتاً إذا ما صبّت كتلة نواب الارمن في صندوق فرنجية.

بدوره، غرد الرئيس العماد ميشال عون عبر حسابه على "تويتر": "نظامنا ديموقراطي ودستورنا يكفل حرّيّة الرّأي. وعليه، فإنّ من حقّ كلّ فريق سياسي أن يكون لديه مرشّح رئاسي من دون أن يستجرّ ذلك خطاب التخوين والتهديد بالويل والثبور وعظائم الأمور. إنّ احترام الآخر وحقوقه هو في أساس الوحدة الوطنية والعيش المشترك، ومن يريد الوطن لا بد وأن يحترم هذه المبادئ".

على خط آخر، استقبل وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبد الله بوحبيب سفيرة فرنسا آن غريو، وقال بعد اللقاء "إن زيارة الموفد الفرنسي الخاص جان إيف لودريان إلى لبنان ستكون الأسبوع المقبل"، فيما أشارت مصادر مواكبة للأحداث بأنّ فرنسا تنتظر نتائج الجلسة لتبنى عليها خريطة تحركاتها.