رحلَ يومَ أمس الأربعاء "أبو الأناشيد الوطنية" الفنان اللبناني الكبير إيلي شويري عن عمر ناهز الـ 84 عاماً، بعد مسيرة حافلة وإرث فنّي لا يموت.

شويري الذي يحمل وسام الأرز الوطني من رتبة كومندور، وصاحب أغنية "بكتب اسمك يا بلادي"، من مواليد العام 1939، وقد دخل عالم الفن عن طريق الصدفة، حيثُ كان قد تعرّض لحادث سير في عمر العشرين، فدعاه صديق إلى الكويت لتمضية فترة نقاهة، فما كان به إلا أن تعرّف على الملحن الكويتي عوض الدوخي الذي شجعه على تعلّم عزف العود، وبذلك مكث في الكويت لمدة عامين تقريباً ثمّ عاد إلى لبنان بعدما أيقظت فرقة "الأنوار" حنينه للعودة اثر احيائها لحفل في الكويت، وكانت الفرقة تتألّف من فنانين بارزين أهمهم وديع الصافي وزكي ناصيف وسعاد الهاشم وتوفيق الباشا.

وفور عودته إلى لبنان في العام 1962، التقى بالأخوين الرحباني وبدأ رحلة الاحتراف في العروض المسرحية كممثل ومغنّي، حيث شارك بـ 25 عملًا منهم "الشخص" و"فخر الدين" و"الليل والقنديل".

وبعد أربعة أعوام انفصل شويري عن الرحابنة وقدّم أعماله الفنيّة منفرداً تأليفاً وتلحيناً لكبار الفنانين اللبنانيين، كما أحيا حفلات كثيرة في لبنان وسوريا، وكتبَ عدّة أعمال مسرحية.

ومن أشهر أعمال الفنان الراحل: "بكتب اسمك يا بلادي" التي كتبها ولحّنها وغنّاها الفنان جوزيف عازار، وأدّاها الممثل السوري دريد لحام في مسرحية كاسك يا وطن (1979).


كذلك، لمع اسم شويري بـ "صفّ العسكر" و"يا أهل الأرض" للفنان غسان صليبا، كما لحّن لصباح أغنية "تعلا وتتعمّر يا دار" وأغنية "أيام اللولو" التي غنّتها سميرة توفيق أيضاً، و"سقطَ القناع" لماجدة الرومي.

برحيل إيلي شويري يخسر الوطن قامة فنية كبيرة في مجال الغناء والكتابة والتّلحين.