لم يعشْ مصطفى نصري طويلاً، ولِدَ عام 1941 وتوفيَ عام 1984، على أثرِ حادثِ سيرٍ آليمٍ، أثناءَ عودتِهِ من إحدى الحفلات. عاشَ 43 عاماً فقط، لكن بقيَ في الذّاكرة، من خلالِ أغنياته التي ألّفها ولحّنها، وغنّى بعضها، ونتذكّرهُ من خلالِ صوتٍ عربيٍ أصيلٍ يحظى بإشادةِ النقّادِ والجمهورِ أي ابنته أصالة نصري، التي حملتْ من بعد الموسيقار مصطفى نصري مسؤوليةً كبيرةً، وكانتْ على قدرِ الحِمِل.

مصطفى نصري والعائلة قبل رحيله المؤلم

@blessing0f.forgetfulness #اغاني #اغاني_قديمة #نعمة_النسيان_نعمة #اغاني_تراثية #صولا #اصاله_نصري #مصطفى_نصري ♬ original sound - ? نِعمَة النِّسْيان ?

ذاتَ يومٍ غنتْ أصالة: "بالسلامة يا بويا الغالي بالسلامة، تروح وترجع يا حبيبي بالسلامة". لكنّها كانتْ قد فقدت والدها "لم يعد بالسلامة"، إنّما كما تقول الكلمات: "وكل ما شفت بدربك زهرة، حلوة ولون عروقها خضرا، تدعي لربّك ترجع لينا بالسلامة". لكنّ الزهرة اليوم هي أصالة، التي تلقّب بتاج الأغنية العربيّة.


إن كانَ مشوار أصالة معروف لدى الجمهور والجيل الناشئ، فهي تغني منذُ طفولتها، الأجدر هنا التذكير بمشوارِ موسيقارٍ عريقٍ هوَ مصطفى نصري والتعريف بهِ لدى الجيل الحالي.

ولِد في مدينة دمشق (حي الصالحية) في 21 تموز 1941. والدُه الفنان حاتم نصري مطرب المونولوج الذي قدم أعمالاً مناهضة للإنتداب الفرنسي. تزوَّج مصطفى من عزيزة الحلبي، ورُزق منها بخمسة أولاد: أصالة وأيهم (توفيَ عام 2014) وأماني وريم وأنس.


كانت بداية مصطفى نصري في الأندية الموسيقيّة، حيثُ تعلَّم فنون الغناء، ثم عملَ مردِّداً مع فرقة "أُميّة" للفنون الشعبيّة عام 1960، وانتقلَ للعملِ في كورال إذاعة دمشق عام 1962. بدأَ بالغناء منفرداً عام 1967، وفي سبعينيات ومنتصف الثمانينات، أصدرَ العديد من الأغنيات منها: "يا خالي وزادكَ الله". شاركَ في أعمالٍ تلفزيونيّةٍ ومسرحيّةٍ، منها: "صح النوم وساري والحب والشتاء وليلة ما بتتعوَّض وطرَّة ونقشة"، كما قدَّم الاسكتشات الغنائية في مسرحياتِ دريد لحّام ومحمد الماغوط، منها: "ضيعة تشرين وغربة".


كانَ مصطفى نصري صديقاً مقرباً من سهيل عرفة (1935 - 2017)، ومن المعروف أنّهما رُزقا بابنتين، أصالة التي تُعد أبرز صوتٍ نسائي سوري حالياً لدى شريحة كبيرة من الجمهور، وأمل عرفة التي تُلقّب "نجمة سوريا الأولى"، فيرحلُ الأباء وتبقى "البنت"، على قاعدةِ "يلي خلّف ما مات".