عود على بدء، أحد لم يعد يحصي كم من مرّة خُرق اتفاق وقف اطلاق النار بين طرفي القتال "حركة فتح" و"المنظّمات الإسلامية المتشدّدة" في مخيم عين الحلوة - صيدا، إذ تكاد لا تمرّ ساعات قليلة على هدوء حذر حتّى تتجدّد الاشتباكات وتشتدّ أكثر، والتي ما عاد خطرها ينحصر داخل الأحياء إنّما أدّى إلى شلل مدينة صيدا والمناطق المحيطة بأكملها.

حالياً، تدور إشتباكات عنيفة في حي حطّين والرّأس الأحمر داخل المخيّم حيث تسمع أصوات القذائف الصاروخية والأسلحة الخفيفة والمتوسّطة، في حين أُفيد عن انفجار قذيفة في الهواء فوق بلدة الغازية جنوب صيدا خارج حدود عين الحلوة.




وفي وقت سابق اليوم، عقد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إجتماعاً في السرايا لبحث الوضع في مخيّم عين الحلوة، شارك فيه عن الجانب الفلسطيني عضو اللجنة التنفيذية لمنظّمة التحرير الفلسطينية عزام الأحمد والسفير الفلسطيني في لبنان اشرف دبور، وأمين سرّ حركة فتح فتحي ابو العردات، وعن الجانب اللبناني قائد الجيش العماد جوزف عون، المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري ومدير المخابرات في الجيش العميد طوني قهوجي ورئيس لجنة الحوار اللبناني- الفلسطيني الدكتور باسل الحسن.

وبعد اللقاء قال الأحمد: "عقدنا لقاء موسعاً مع الرئيس ميقاتي في حضور العماد عون واللواء بيسري، والعميد قهوجي، وهذا الاجتماع هو متابعة للاجتماع السّابق الذي عُقد قبل شهر وقد اتّفقنا حينها على تثبيت وقف إطلاق النّار، ووقف أعمال التدمير والقتل العشوائي التي تقوم بها بعض العناصر الخارجة عن القانون، مستغلّة طبيعة مخيم عين الحلوة. كما اتّفقنا في حينه على تشكيل لجنة تحقيق، وقد شكّلت هذه اللجنة وأنهت أعمالها وحدّدت اسماء المتّهمين بعملية اغتيال اللواء ابو اشرف العرموشي. وكذلك بعد أن أنهت لجنة التحقيق عملها وسلّمت لهيئة العمل الفلسطيني المشترك نتائج التحقيق وتحديد الأسماء، كان لا بدّ، قبل ذلك، عودة المهجرين إلى منازلهم. وبالمناسبة، في تلك المرحلة وفي اليوم الخامس لم يكن هنالك أيّ مهجر من المخيم، ولكنّ العناصر الإرهابية الخارجة عن القانون بقيت مُصرّة على خرق وقف إطلاق النّار والاستمرار بإطلاق الرّصاص والقصف بشكل عشوائي، ليس في المخيم فقط وفي منطقة المدارس التي تتحصّن بها، بل حتّى في أنحاء صيدا، بالإضافة إلى قصف مواقع وثكنات الجيش اللبناني، وكأنّ هناك من يعطيهم تعليمات لتفجير الأوضاع الأمنية في المنطقة وليس في المخيم فقط بل في الجوار وفي صيدا وخارج حدود المخيمات، مما يدلّ على أنّ هناك مؤامرة أكبر مما يتصور البعض".


واضاف: "جرت مفاوضات تولّاها رئيس لجنة الحوار اللبناني- الفلسطيني الدكتور باسل الحسن، وكاد أن يصل إلى اتفاق، ولكن تبيّن بأنّها كانت مناورات منهم، وحتى من القوى التي كانت تتصل بهم لتبلغ الطلبات التي تقدم بها الدكتور الحسن، باعتبار أنّ الدولة اللبنانية من مسؤولياتها فرض القانون وهيبة القانون، والجميع يجب أن يكون تحت سقف القانون، وأولهم نحن كفلسطينيين وهذه من أعمال السيادة التي نحترمها، ونلتزم بها، ولكن من الواضح أنّ لهم اتصالات مع جهات أجنبية استخبارية موثّقة لدينا والكلّ يعرفها، ولقد كتبت الصحف اللبنانية عنها، وأنا لا اريد أن اتناولها بشكل مباشر. فالمسؤولون اللبنانيون يعرفون ذلك، وهذا ما سمعناه قبل قليل وهي معروفة من الجميع. لذا إتفقنا في هذا الاجتماع على التمسّك بما قررناه وضرورة حقن الدماء وتثبيت وقف إطلاق النار، وتسليم المتورطين في جريمة اغتيال العرموشي ورفاقه وقبله عبد الرحمن الفرهود الذي اغتيل قبل اغتيال العرموشي بأيام".

وتابع الأحمد: "يجب عدم استغلال الأوضاع السياسية والاقتصادية الحالية في لبنان والفراغ الموجود للعبث بلبنان الشقيق"، معلّقاً على الاجتماع مع حركة حماس بالأمس: "التقينا أمس لعدة ساعات نحن والاخوة في حماس وكانت هناك تباينات بيننا وبينهم طيلة هذه الفترة على بعض القضايا التفصيلية في ما يتعلق بأزمة عين الحلوة واتفقنا وأصدرنا بياناً وتضمن ما اتفقنا عليه وطرحناه مع رئيس الحكومة والمسؤولين الآخرين في مقدمهم قائد الجيش وقادة الأجهزة الأمنية وسنبقى على تواصل مع كافة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية صاحبة السلطة والولاية على الشعب الفلسطيني ودعم تحرّكات هيئة العمل الفلسطيني المشتركة".


من جهته، تفقّد قائد الجيش العماد جوزف عون في مستشفى أوتيل ديو أحد العسكريين الجرحى نتيجة الاشتباكات داخل مخيم عين الحلوة - صيدا، والعسكري الجريح الذي أصيب جراء تحطم طوافة للجيش في منطقة حمانا، واطّلع على وضعهما الصحي مشيدًا بـ"اندفاعهما لأداء الواجب"، ومتمنيًا لهما الشفاء العاجل.