باسم فغالي "الظّاهرة" الذي يُعرف بتقليده للفنانين وبشكل خاص الفنانات، كان في بداياته بالتسعينيات يقلّد فنانين، الجزء الأكبر منهم ذات قيمة فنيّة عظيمة وما يدورُ حولهم ليسَ بالأمر السّطحي كما يحصل اليوم. كانت لوحاته مليئة بالعمق وبالعمل الفنّي الحثيث والأداء الجدّي في مقاربته للشخصيّات التي يقدّمها... "فغالي التسعينيات" صورة عن تلك المرحلة!


بعد ذلك راح فغالي لتقليد فنانات رافقنَ مرحلةً انتقالية في عالم الفن العربي، فكانت جرأتُه كبيرة منتقداً بعض الفنانات. "باسم العقد الأول من الألفية الثّالثة" جريءٌ ولاذعٌ في تناول بعض الظّواهر سواء حالات الإغراء التي طفَت على السّطح أو تسليع المرأة وتفريغ الفن من مضمونه.

لكن بعد ذلك، لم يعجب طرحهُ بعض المغنيات، ما شكّل بطريقة أو بأخرى سطواً على حريّته كفنان. اليوم يلاحقه "الفانز" من فيديو إلى آخر ما إن اقترب من فنانتهم المفضّلة وصار عنوان "التنمر" معلّباً وجاهزاً لمجرّد ممارسة فن التقليد بصيغةٍ نقديّة، مع أنّ النقد حاجة وبشكل خاص فغالي الذكي في تناوله! 


باسم اليوم انعكاسٌ لواقعٍ رديء في لوحاته الأخيرة، لم يعد "فيروز" و"صباح" و"شريفة فاضل" و"سميرة توفيق" وهذا طبيعي، لكنهُ صارَ أخريات لسنَ إلّا نماذج مكرّرة لملابس مطرّزة وتصريحات حادّة وبالتّالي هو صورتهن! المشكلة ليست باسم إنّما بالواقع الذي يتحدّث عنه وبالعوامل التي تحيطُ فنّه وتحدُّ من نقده اللاذع. 

ثالث المشكلات، هناك لغط حاصل: هل باسم فغالي "مقلّد" أم Drag queen أي يمارس فن الجر؟ وعزّز ذلك الطّريقة التي يظهر بها عبر مواقع التّواصل الاجتماعي في حياته اليوميّة. هذا اللغط لا يُنقِص من شأن موهبته لكن صار يؤطّره بعض الشيء في منحى "فن الجر" أو الحديث عن ميوله الجنسيّة ليس إلّا!

في جميع الأحوال، نتحدّثُ عن فنانٍ موهوب مهما أُثيرَ حوله الجدل يبقى "الظّاهرة" المتجدّدة، ولو صعدَ نجم "ميس حمدان" (الأردن) أو "بونيتا سعادة" (لبنان) أو "ميرهان حسين" (مصر) أو أُعجبنا بتقليد الأصوات لدى الأُردنيّة "نداء شرارة"، يبقى باسم فغالي رائداً في مجاله ومتفرّداً... لو أصبحَ صورةَ واقعٍ يتراجعُ باستمرار، ولو أنهُ اليوم يعكسُ الواقع بلا انتقادٍ عرفناه فيه قبل عشر سنوات!