يستعدّ نادي الرياضي بيروت لاستضافة نادي دينامو عند الساعة التاسعة والنصف من مساء اليوم بتوقيت بيروت، وهدفه الفوز لا غير، لمعادلة السلسلة النهائيّة 1-1، حيث سيتوّج الفائز بينهما بأربع مواجهات من سبعة لقاءات بلقب بطل لبنان في كرة السلّة لموسم الـ2023.

وأمام هذا السيناريو المشوّق لنهائيّ البطولة، وبعد تقدّم دينامو 1-0 ليل الاثنين الفائت، بفوزه في المواجهة الأولى، أصبح من الملزم على أبناء المنارة الفوز في المباراة الثانية وإلّا فإنّ الأمور ستأخذ منحى مغايراً تماماً ولن تكون مجريات الأحداث عندها في يد فريق الرياضي الّذي سيخسر في حال سقوطه على ملعبه موقعه الـ"فافوري"، كما قد يخسر نهائيّاً مهمّة استعادة اللقب.

ولإعادة الأمور في النهائيّ إلى نصابها، على الرياضي أوّلاً أن يرتدي ثوب البطل الّذي ارتداه طوال مواجهاته مع الحكمة، حيث أسقطه بنتيجة 3-0. كما على فريق أبناء المنارة إيجاد عنصر قوّته وهو التجانس الدفاعيّ لتعطيل القوّة الهجوميّة عند ضيفه والّتي تنطلق دائماً عبر موزّع ألعاب منتخب لبنان جاد خليل "دينامو" المباراة الأولى عبر كسره الدفاع الضاغط للرياضي وعبر توزيعه من دون خطأ تمريرات فريقه والمساهمة الفعّالة هجوميًّا مع تسجيله 16 نقطة في تلك المواجهة.

فجاد خليل سهّل مهمّة هدّاف البطولة زاك لوفتون صاحب الثلاثين نقطة في المباراة الأولى كما أنّه أراح تحرّكات عملاق فريق دينامو لاعب جنوب السودان جو لوال الّذي سجّل 25 نقطة و14 ريباوند.

من هنا، وفي عمليّة حسابيّة بسيطة، يكون مجموع ثلاثيّ دينامو جاد خليل، زاك لوفتون وجو لوال 71 نقطة من مجموع 87 نقطة، أيّ أنّ مجموع كلّ نقاط بقيّة لاعبي الفريق يقف عند 16 نقطة فقط.

فتلك المعادلة من المتوقّع أن يعمل على تعطيلها الليلة مدرّب الرياضي أحمد فرّان عبر دفاع ضاغط عل كلّ من الثلاثيّ الفتّاك في دينامو، وعبر إعادة تفعيل المكنة الهجوميّة لأبناء المنارة وفي مقدّمتها نجمها الأوّل وائل عرقجي الّذي كان "على غير عادة" بعيداً جدّاً من مستواه، ولم يسجّل في المباراة الأولى سوى نقطتين في سيناريو غير مسبوق منذ سنوات للّاعب الأفضل في القارّة الآسيويّة.

كما أنّه من المتوقّع أن يعمد فريق الرياضي إلى التركيز على قوّته الضاربة هجوميّاً عبر خطّ الثلاثيّات مع عودة سلاحه الفتّاك عن تلك المسافات كريم زينون، إلى جانب القنّاص أمير سعود والهدّاف هايك قيوكجيان. فنسبة نجاح الرياضي عن مسافات الرميات الثلاثيّة جاءت في المباراة الأولى أقلّ من عشرين في المئة (18 في المئة) في نسبة لم يعتد عليها أبداً أبناء فريق المنارة الّذي يضمّ في صفوفه أفضل المسدّدين على الساحتين اللبنانيّة والعربيّة.

ويبقى أنّ الأفضليّة ستكون بنسبة كبيرة لمصلحة الرياضي إذا أعاد الفريق الأصفر تركيزه العالي وتصميمه على حسم المواجهة الثانية لمصلحته، إلّا أنّ فريق دينامو في المقابل سيتابع خوض تلك السلسلة بعيداً من أيّ عامل ضغط معنويّ أو نفسيّ بما أنّ مجرّد وصوله إلى الدور النهائيّ من ثاني موسم له في دوري الأضواء يعتبر إنجازاً كبيراً في حدّ ذاته، ومن هنا فإنّ الأمور قد تأتي من حيث لا أحد يدري لمصلحة فريق دينامو الّذي لديه الكثير ليفوز به والّذي حتماً ليس له أيّ شيء ليخسره في حال سقوطه الليلة.