مع التغيير غير المسبوق الّتي تشهده كرة السلّة الأميركيّة في السنوات العشر الأخيرة والمتمثّل في سرقة اللاعبين الأوروبيّين نجوميّة اللعبة من اللاعبين الأميركيّين، قد يكون جيل الأسماء الرنّانة الأميركيّة الّذي طبع اللعبة لنصف قرن مع أساطير اللعبة الأميركيّة كمايكل جوردان وكوبي براينت وقبلهما لاري بيرد وماجيك جونسون وكريم عبد الجبّار قد وصل في أيّامنا هذه إلى خواتيمه مع اقتراب موعد إعلان ليبرون جايمس اعتزاله اللعبة.
وتعيش كرة السلّة الأميركيّة "NBA" حاليّاً عهد نجوميّة العمالقة الأوروبيّين، وأبرزهم العملاق الصربيّ نيكولا يوكيتش قائد فريق دنفر ناغتس، ومن خلفه النجم اليونانيّ يانيس أنتيتوكونمبو قائد فريق ميلووكي باكس، وإلى جانبهما طبعاً المهاجم السلوفينيّ لوكا دونشيتش اللاعب الأبرز في فريق الأضواء لوس أنجلوس لايكرز.
ولكنّ الأمور هذا الموسم قد تشهد تغييراً في الاسم الأبرز في عالم كرة السلّة، لأن انطلاقة الموسم هذه السنة تشير إلى اقتراب ساعة إعلان نجوميّة الفرنسيّ فيكتور ويمبانياما، وهو ما قد يقلب الأمور رأساً على عقب في مستقبل كرة السلّة في الولايات المتّحدة الأميركيّة ومعها العالم أجمع.
فالعملاق الفرنسيّ الشابّ فيكتور وينبانياما (21 عاماً) والّذي وضع عليه فريق مدينة سان أنطونيو رهاناته كافّة عندما تعاقد معه قبل موسمين في تمّوز 2023 وكان في التاسعة عشرة في عقد يمتدّ لأربع سنوات مقابل أكثر من 55 مليون دولار أميركيّ، وأتبعها فريق سان أنطونيو سبيرز بعقد يتجدّد تلقائيّاً لأربع سنوات جديدة مقابل 229 مليون دولار (وهو عقد قياسيّ)عند نهاية السنوات الأربع الأولى ليكون العملاق الفرنسيّ مرتبطاً حكماً مع مدينة سان أنطونيو حتّى نهاية موسم 2030.
وهذا العقد غير المسبوق لنحو عشر سنوات بين فريق السبيرز والنجم الفرنسيّ لم يأت بالصدفة، إذ إنّ المدرّب الثعلب التاريخيّ لفريق سان أنطونيو غريغ بوبوفيتش الّذي قاد الفريق على مدى 29 عاماً لم يعتزل العمل الإداريّ قبل أن ينهي التعاقد مع العملاق الفرنسيّ، إذ إنّ بوبوفيتش أشهر مدرّبي كرة السلّة في العالم عرف أنّ مستقبل اللعبة هو ويمبانياما.
فالعملاق الفرنسيّ الشابّ فيكتور ويمبانياما والملقّب بالـ"Alien" أي "المخلوق الفضائيّ" يبلغ طوله 2،24 سنتمتراً، وهو تحوّل مع انطلاق هذا الموسم إلى قوّة ضاربة تحت السلّة، إذ بلغ معدّل تقاطه في مبارياته الأربع الأولى مع انطلاق هذا الموسم 31 نقطة في المباراة مع 14 كرة مرتدّة "ريباوند"، وقد قاد فريقه إلى أربعة انتصارات على التوالي ليفرض الصدارة لفريقه سريعاً ويفرض مدينة سان أنطونيو كمرشّحة قويّة للمنافسة على اللقب.
ففي عمر الـ21 عاماً، تحوّل ويمبانياما سريعاً إلى أحد أبرز لاعبي كرة السلّة في الولايات المتّحدة الأميركيّة والعالم، ومن المتوقّع أن يكون في الأشهر والسنوات المقبلة اللاعب رقم واحد في العالم، وقد يكون في السنوات المقبلة وتحديداً في صيف 2028 اللاعب الّذي قد يسقط الدريم تيم عن عرشه لمصلحة المنتخب الفرنسي ولو في لوس أنجلس.
فبعد سيطرة فرنسا على كرة القدم مع فوز منتخبها بكأس العالم في عام 2018 ووصولها إلى نهائيّ 2022، هل يفرض الديوك عبر ويمبانياما سيطرتهم على كرة السلّة، مستفيدين في حينها من نهاية حقبة ليبرون جايمس وستيفن كيري بعدما كانت فرنسا على قاب قوسين من إحراز ذهبيّة ألعاب باريس؟
يرجى مشاركة تعليقاتكم عبر البريد الإلكتروني:
[email protected]
