في سباقٍ عالمي لا يرحم على السيادة الجويّة والتفوّق الاستراتيجي، تكشف الولايات المتحدة الأميركية عن سلاحٍ أقرب إلى الخيال منه إلى الواقع "Dark Star SR 72"، إنها ليست مجرّد طائرة، بل رسالة تكنولوجية إلى العالم بأسره، تنبئ بتحوّل نوعي في مفاهيم الردع والتجسّس والضربات الوقائية، مفادها أن من يملك السماء يملك القرار.

"SR-72"، التي لُقّبت بـ "النجم الداكن"، وتُعرف بأنها "الابنة الشرعية للطائرة الأسطورية "Black Bird SR 71"، بدأت شركة لوكهيد مارتن البدء بتطويرها عام 2013، ولا تزال قيد التجارب، على أن تدخل الخدمة مبدئياً بين عامي 2030 و2035. وتُعدّ الجيل الجديد من طائرات الاستطلاع الأسرع من الصوت بستة أضعاف، ما يجعلها قادرة على عبور القارات في أقل من ساعة، دون أن تُكتَشف بسهولة عبر أنظمة الرادار، وبدرجة من المناعة تجعل اعتراضها نظريّاً فقط.

باختصار، انها سلاحُ تَجسّسٍ وضربات خاطفة لا يمكن مقارنتها بأي سلاح آخر.

لا يُعرف الكثير من التفاصيل الرسمية عن "دارك ستار"، إذ تُحيط وزارة الدفاع الأميركية المشروع بسرّية تامة، لكن ما هو مؤكد أنها تعمل بمحركات "Turbo Ramjet"، وهي تقنية ثورية تمزج بين الدفع النفاث والتدفّق الفرط صوتي، ما يمنحها سرعات هائلة وقدرة على المناورة يصعب مجاراتها. كما يُعتقد أنها ستكون قادرة على العمل من دون طيار، وبدمج كامل مع أنظمة الذكاء الاصطناعي.

الولايات المتحدة لا تراهن فقط على الهيمنة في السماء، بل تسعى لفرض سيطرتها على الفضاءات كافة من خلال التفوّق النوعي والردع الاستباقي وتطوّر الذكاء الصناعي العسكري القادر على التنبؤ بالهجمات قبل وقوعها، وتعمل على إنتاج أسلحة ليزرية تحاكي أفلام الخيال العلمي، وغواصات آلية غير مأهولة تتخفى في أعماق المحيطات، بالإضافة إلى جنود "روبوتيين" لا يزالون قيد التجارب ضمن برامج(وكالة مشاريع الأبحاث الدفاعية المتقدّمة) "DARPA".

يشكّل ظهور "SR-72" بداية فصل جديد في سباق التسلّح العالمي. إنها ليست مجرد طائرة، بل تجسيد لعقيدة أميركية متجددة تُختصر بالسيطرة من خلال التكنولوجيا لا عبر العدد أو الكثافة.

باختصار، إنها البرق الذي يسبق العاصفة... والظلّ الذي لا يُرى إلا بعد فوات الأوان.