نقدم لكم أحد المرشحين المحتملين لخلافة البابا فرنسيس. اليوم نسلط الضوء على الإيطالي بيترو بارولين، أمين سر دولة الفاتيكان، الذي كان الذراع اليمنى الثابتة للبابا الراحل.

يبلغ بيترو بارولين من العمر 70 عامًا، ويشغل منصب أمين سر دولة الفاتيكان، وهو منصب يُشبه منصب رئيس الوزراء. عيّنه البابا فرنسيس مبكرًا، وخدم إلى جانبه لمدة 12 عامًا، مجسّدًا استمرارية حبريته. يُوصَف بارولين بأنه مخلص، متحفظ، فعّال، لكنه يفتقر إلى بصمة شخصية قوية. سيلعب دورًا رئيسيًا في الكونكلاف القادم، الذي سيرأسه.

الأصول والمسار الدبلوماسي

وُلد عام 1955 في شيافون (فينيتو) لعائلة متواضعة، وتيتم من والده وهو في العاشرة من عمره. التحق بالإكليريكية في فيتشنزا وسيم كاهنًا في عام 1980. أصبح دبلوماسيًا في الكرسي الرسولي عام 1983، وبدأ مسيرة طويلة في مجال العلاقات الدولية للكنيسة: نيجيريا، المكسيك، فنزويلا، ثم نائب وزير الخارجية في الفاتيكان. لعب دورًا بارزًا في ملفات حساسة: إيران، كوريا الشمالية، فيتنام، إسرائيل، وخاصة الصين – من خلال الاتفاق المثير للجدل عام 2018، الذي اعتبره بعض الكاثوليك السريين خيانة.

الرجل وراء المنصب

يُعد بارولين من المحسوبين على الكاردينال التقدمي أتشيلّي سيلفستريني، وهو مخلص للبابا فرنسيس، ويُعرف بأنه عامل لا يكلّ، ومفاوض ماهر، ورجل توافقي. يتحلى بالحذر الشديد في تصريحاته العلنية. يُعرف بعدائه لليتورجيا التقليدية، ودعمه للحوار بين الأديان والدفاع عن المهاجرين، كما كان له دور في إعلان أبو ظبي (2019) وميثاق مراكش (2018). لعب أيضًا دورًا حاسمًا في حل أزمة فرسان مالطا.

اقتباسات بارزة

عن عزوبة الكهنة: "ليست عقيدة، بل تقليد كنسي قابل للنقاش."

عن الحوار الدولي: "يجب أن نتحاور، حتى إن بدا ذلك عديم الجدوى أو غير شعبي."

نقاط القوة

معروف ومحترم من قبل العديد من الكرادلة.

خبرة دبلوماسية ثمينة في السياق الجيوسياسي الحالي.

يملك فهمًا عميقًا للدوائر الفاتيكانية.

في سن مناسبة لحبرية متوسطة الطول.

يُمثّل استمرارية مع نهج البابا فرنسيس.

نقاط الضعف

متجذّر في "الطابع الإيطالي" للدوائر الكنسية، مما قد يزعج البعض.

مرتبط بجدل حول سوء الإدارة المالية.

يفتقر إلى الكاريزما والتميز الشخصي.

مفرط في الحذر عند الحديث العلني.

قربه الإيديولوجي من فرنسيس قد ينفّر من يطمحون إلى تغيير في النهج.

يُعد بيترو بارولين شخصية محورية في الفاتيكان، ومتماشيًا تمامًا مع خط البابا فرنسيس. هو المرشح الطبيعي للاستمرارية، لكنه سيحتاج إلى تخطي افتقاره للظهور الشخصي وإقناع الآخرين بأنه قادر على تمثيل التجديد دون قطيعة مع الماضي القريب.